تتصاعد التحذيرات بين الأوساط الطبية من تداعيات الأنظمة الغذائية غير المتوازنة على صحة الأطفال والمراهقين، حيث يُلاحظ ارتفاع معدلات ضعف المناعة في الأجيال الحالية. ويُرجع المختصون هذه الظاهرة إلى الانتشار الكبير للأطعمة المصنعة والمشبعة بالسكريات والدهون غير الصحية، مقابل تراجع استهلاك العناصر الغذائية الأساسية مثل الخضروات والفواكه والبروتينات عالية الجودة. وتؤكد الدكتورة هيام اليوسفي، أخصائية التغذية، أن هذا الخلل الغذائي لا يضعف المناعة فحسب، بل يزيد أيضاً من مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة في سن مبكرة، مثل الالتهابات الروماتيزمية واضطرابات النمو.
من جانبها، توضح الدكتورة ليلى بلهادي بنسامي، الاختصاصية في الغدد والسكري والتغذية، أن بناء الجهاز المناعي يبدأ منذ مرحلة الرضاعة، مشددة على أهمية الرضاعة الطبيعية في الأشهر الستة الأولى، ثم الانتقال إلى نظام غذائي متكامل غني بالعناصر المغذية. وتشير إلى أن سوء التغذية – الذي لا يعني فقط نقص الطعام بل أيضاً اختلال توازن العناصر الغذائية – يؤدي إلى عواقب صحية خطيرة، مثل فقر الدم وهشاشة العظام، مما ينعكس سلباً على كفاءة الجهاز المناعي وقدرته على مواجهة الأمراض.
ولتعزيز المناعة، يوصي الخبراء باتباع نظام غذائي متوازن يشمل الخضروات والفواكه الطازجة، والبروتينات الصحية مثل الأسماك والبقوليات، ومنتجات الألبان الغنية بالبروبيوتيك، إلى جانب الحبوب الكاملة. كما يُنصح بتجنب الأطعمة المقلية والمصنعة، والحد من استهلاك السكريات، مع التركيز على شرب كميات كافية من الماء وممارسة النشاط البدني بانتظام. وتؤكد هذه التوصيات على أن الوقاية تبدأ من التغذية السليمة، التي تُعد حجر الأساس لصحة الأجيال القادمة وقوتها المناعية.
07/04/2025