يعيش مئات من طلبة الدكتوراه المستفيدين من منحة PASS المقدّمة من المركز الوطني للبحث العلمي والتقني (CNRST) أوضاعاً اجتماعية صعبة، بعد تأخر صرف هذه المنحة لأزيد من أربعة أشهر متواصلة. وقد عبّر العديد منهم عن استيائهم من هذا الوضع الذي وصفوه بـ”المأساوي”، في ظل غياب تام للتواصل من الجهات المسؤولة، وعلى رأسها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، حيث تؤكد شهادات متطابقة أن محاولات الاتصال الهاتفي والمراسلات الإلكترونية المتكررة تقابل بتجاهل مستمر، ما يرسّخ شعوراً بالإقصاء والتخلي.
ويتزامن هذا الانقطاع الطويل مع شروط تعاقدية تمنع المستفيدين من أي نشاط مهني خارج إطار البحث والتدريس، وهو ما يضعهم أمام واقع مالي خانق، خصوصاً مع الارتفاع المتواصل في تكاليف المعيشة. وتؤكد مصادر طلابية أن غياب بدائل للدخل يزيد من هشاشة أوضاعهم، ويؤثر على قدرتهم على التركيز في بحوثهم، وتقديم الإشراف العلمي المطلوب، والمشاركة في المؤتمرات والندوات التي تعتبر ركيزة أساسية في مسارهم الأكاديمي.
وتطالب شريحة واسعة من الطلبة بتدخل عاجل من الجهات الوصية لتوضيح أسباب هذا التأخير غير المفهوم، وتوفير قنوات تواصل فعالة تراعي حساسيتهم الاجتماعية والأكاديمية. كما يشددون على ضرورة احترام آجال صرف المنح التي يفترض أن تضمن استقرارهم وتمنحهم هامشاً من الأمان للتركيز على مهامهم البحثية. ومع استمرار الغموض وغياب توضيحات رسمية، تتحول منحة PASS من أداة لدعم البحث العلمي إلى مصدر للإحباط والقلق، ما ينذر بتأثيرات خطيرة على جودة الإنتاج الأكاديمي الوطني.
07/04/2025