شهدت الأسواق المالية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ حالة من الذعر الشديد هذا الإثنين، مع بدء تطبيق قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية المعممة. الهبوط الحاد الذي سجلته بورصات هونغ كونغ، تايبيه، شينجن، طوكيو، شانغهاي، سيول وبومباي عكس حالة الاضطراب العالمي، حيث فقدت بورصة هونغ كونغ وحدها 12% من قيمتها، في أسوأ جلسة تشهدها منذ 16 عامًا، ما شكل مقدمة ليوم أسود في التداولات العالمية.
في المقابل، ردت الصين على التصعيد الأميركي بإعلان فرض رسوم جمركية مضادة، مما زاد من وتيرة الخوف من تصعيد حاد في الحرب التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم. وفيما وصف محللون ما يجري بأنه إعادة هيكلة كاملة للنظام الاقتصادي العالمي، سارع قادة ماليون واقتصاديون إلى التحذير من تداعيات هذا النهج الحمائي، مشيرين إلى أنه سيؤدي حتمًا إلى تفكك سلاسل التوريد وارتفاع الأسعار، وربما إلى ركود اقتصادي عالمي، لا سيما مع الرسوم الإضافية التي ستُفرض الأربعاء على صادرات الصين والاتحاد الأوروبي.
وفي الوقت الذي يحاول فيه الاتحاد الأوروبي تنسيق رد موحد، وطلب فيتنام تأجيل تنفيذ الرسوم، يواصل ترامب الترويج لقراراته باعتبارها “وسيلة لتصحيح الخلل التجاري المزمن”، مؤكدًا أنها ستدر عشرات المليارات من الدولارات على الولايات المتحدة. إلا أن معظم الخبراء يحذرون من أن هذه الرسوم ستدفع الاقتصاد العالمي نحو أزمة تضخم خانقة، وستُثقل كاهل المستهلك الأميركي، رغم تطمينات البيت الأبيض بأن تأثيرها سيكون محدودًا.
07/04/2025