عاشت المناطق الفلاحية في مختلف جهات المملكة خلال الأسابيع الأخيرة انتعاشة لافتة، بفضل التساقطات المطرية الغزيرة التي عرفها شهر مارس، والتي أعادت التفاؤل إلى نفوس الفلاحين بعد موسم صعب طبعته موجة جفاف واضطرابات مناخية حادة. هذا التحول الإيجابي تجلى في تحسن واضح لحالة المزروعات وتنامي الغطاء النباتي، ما ساهم في إنعاش التربة وتعزيز الموارد المائية الضرورية لسقي المحاصيل، وخلق دينامية جديدة في الحقول التي عانت طويلاً من شح الأمطار.
في قلب هذه الانتعاشة، برزت منطقة الغرب كمركز حيوي للفلاحة الوطنية، بفضل ما تتميز به من تنوع زراعي وإنتاج وفير من الخضر والفواكه، ما يجعلها رافدًا أساسياً لتموين جهة الرباط سلا القنيطرة، وسوقًا حيوية للإنتاج الوطني. تلعب المنطقة دوراً استراتيجياً في دعم الاقتصاد المحلي، عبر خلق فرص شغل مهمة وإسهامها في سلاسل التوريد التي تغذي الأسواق الوطنية، مما يعزز من مكانتها كمكون رئيسي في الأمن الغذائي المغربي.
ومع مساهمتها بما يقارب 20% من الإنتاج الوطني للخضر والفواكه، تكتسي منطقة الغرب أهمية خاصة في ظل التحديات المناخية التي تفرض على المغرب البحث عن حلول مستدامة لضمان السيادة الغذائية. وقد ساعدت الأمطار الأخيرة على رفع مؤشرات الإنتاجية، سواء في المزروعات الموسمية أو في الأشجار المثمرة، ما يعزز الآمال بموسم فلاحي إيجابي إذا ما استقرت الأحوال الجوية. ويأمل المواطنون أن تنعكس هذه الدينامية على الأسعار، وتخفف من الأعباء الاقتصادية التي أثقلت كاهل الأسر المغربية في الشهور الماضية.
07/04/2025