تتهيأ مدينة أصيلة لانتخابات جزئية حاسمة يوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 لشغل المقعد الشاغر بالدائرة الحضرية رقم 1، وسط أجواء مشحونة بالتنافس الحاد والمفاجآت السياسية. فقد هز انسحاب المرشحة خولة المهدي عن حزب الاتحاد الدستوري، وهي ناشطة جمعوية ورياضية بارزة، المشهد المحلي، ليحل محلها عبد الرحيم لوديي، أحد الفاعلين الجمعويين المعروفين، في خطوة أعادت خلط الأوراق قبل أيام من الاقتراع. تأتي هذه التطورات بعد وفاة محمد بن عيسى، رئيس الجماعة الأسبق والوزير الذي حول الدائرة إلى معقل انتخابي عصي على المنافسين لعقود، ليترك فراغًا سياسيًا يتنافس عليه اليوم أطراف متعددة بحسابات دقيقة.
أثار انسحاب المهدي، الذي ربطته مصادر بـ”ضغوط مهنية” ناتجة عن عملها كحكمة رياضية، جدلًا واسعًا وتضامنًا شعبيًا، مع اتهامات لجهات مجهولة بمحاولة التأثير على مسار الانتخابات. ووصف الكاتب المحلي للاتحاد الدستوري، الزبير بن سعدون، الواقعة بأنها “ضربة تحت الحزام”، مشيرًا إلى أن السياسة لا يجب أن تتحول إلى أداة لتهديد الأرزاق. في المقابل، يواجه لوديي منافسة شرسة من عبد السلام بلهرية، مرشح حزب الأصالة والمعاصرة، وهو زميل سابق له في العمل الجمعوي، ما يضفي على السباق طابعًا شخصيًا يتجاوز الصراع الحزبي، ويعكس تعقيد العلاقات المحلية التي تشكل نسيج المدينة.
من ناحية أخرى، يحاول حزب الاستقلال استغلال الفرصة عبر مرشحه مصطفى الطليكي لاستعادة موطئ قدم في دائرة ظلت بعيدة عن نفوذه، لكن المراقبين يرون أن حظوظه تبقى ضئيلة أمام الثنائي الجمعوي القوي. ومع تقارب فرص المرشحين الرئيسيين، يسود الترقب أجواء أصيلة، حيث يبدو المزاج الانتخابي منقسمًا، والوقت الضيق يضع الجميع أمام اختبار القدرة على التعبئة السريعة. ويراهن المتابعون على أن نتائج هذا الاستحقاق لن تقتصر على ملء مقعد شاغر، بل قد ترسم ملامح تحولات أعمق في المشهد السياسي المحلي، بعد عقود من هيمنة رمزية فرضها بن عيسى.
09/04/2025