في خطوة تعكس عمق الرؤية الإستراتيجية، أعادت دوبرافكا سويكا، مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون البحر الأبيض المتوسط، قبل أمس الإثنين، التأكيد على التزام بروكسيل بتعزيز تحالفها مع المغرب، واصفة المملكة بأنها حجر زاوية في مخطط أوروبا لمستقبل جنوب المتوسط. وفي حوار مع صحيفة “إل موندو” الإسبانية، سلطت سويكا الضوء على الأهمية البالغة لهذا التعاون، مشيرة إلى أن المغرب ليس مجرد شريك عابر، بل عنصر أساسي في نسج فضاء متوسطي ينعم بالتماسك والاستقرار، في ظل تحديات إقليمية متشابكة.
وعن قضية الصحراء، أوضحت المسؤولة الأوروبية أن الاتحاد يرقب التطورات بدقة، داعمًا مساعي الأمم المتحدة بقيادة الأمين العام ومبعوثه ستيفان دي ميستورا لإيجاد تسوية سياسية “واقعية ودائمة” ترضي جميع الأطراف، وفق القرارات الدولية. ورغم تحفظها عن الإعلان الصريح عن تأييد مقترح الحكم الذاتي المغربي، لم تتوانَ سويكا في التأكيد على مكانة المغرب كحليف لا غنى عنه، مشددة على أن تعزيز الروابط الثنائية يمثل بوصلة إستراتيجية لأوروبا. كما أشادت، في سياق سابق بغرناطة، بالتعاون المتميز بين الرباط وبروكسيل في ملف الهجرة، مؤكدة سعي الاتحاد لتعميق هذه العلاقة ومد جسور التواصل بين الشعوب.
وفي إشارة إلى التوتر المغربي-الجزائري، وصفت سويكا الوضع بأنه “شائك ودقيق”، داعية إلى مقاربة أوروبية مرنة تأخذ في الحسبان خصوصيات كل طرف. وأقرت بوجود اختلافات بين مواقف الدول الأوروبية، مما يفرض، بحسبها، العمل على مسارين متوازيين: ثنائي وجماعي، لتوحيد الرؤى. ومع ذلك، يبقى المغرب في صدارة أولويات بروكسيل، حيث أكدت المفوضة عزم الاتحاد على توسيع آفاق الشراكة في مجالات متعددة، في خطوة تعزز مكانة المملكة كلاعب محوري في محيطها الإقليمي.
09/04/2025