رغم شكايات متكررة وتدخلات متعددة، لا تزال ساكنة دوار “ذيكاث” بجماعة آيت يوسف وعلي (إقليم الحسيمة) تعاني من انقطاعات متكررة ومستمرة في التزود بالماء الصالح للشرب، فالساكنة لا تحصل على الماء إلا خلال ساعات متأخرة من الليل، ما يضطرهم للاستيقاظ لتخزين الكميات المحدودة التي تصلهم، في مشهد يعيدهم إلى ظروف العصور الوسطى.
ومع اقتراب فصل الصيف، تنذر الأزمة بتفاقم أكبر، خاصة مع التوقف التام للتزود بالماء في فترات طويلة خلال النهار والليل معا، ما يزيد من معاناة السكان الذين يؤكدون أنهم ملتزمون بدفع فواتير التزود بالماء، رغم أن العدادات – حسب تعبيرهم – “لا تحتسب سوى الهواء”.
ورغم كونهم زبناء يتمتعون بالحماية القانونية بموجب القانون رقم 08-31 المتعلق بحماية المستهلك، فإن السكان يؤكدون أنهم دفعوا كل الرسوم اللازمة للاستفادة من خدمة التزود بالماء، دون أن يتحقق ذلك على أرض الواقع.
المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، الجهة المسؤولة عن الخدمة (سابق)، لم يلتزم – حسب تصريحات الساكنة – بشروط الربط ولا بضمان استمرار التزويد بالماء، كما لم يتفاعل مع الشكايات والمراسلات المتكررة من طرف السكان، ولا مع تدخلات السلطات المحلية، ولا حتى مع التغطية الإعلامية التي رافقت الأزمة منذ سنوات.
وتؤكد شهادات محلية أن الحصة المائية المخصصة لدوار “ذيكاث” تم تقليصها بعد توزيعها على أحياء جديدة تابعة لإمزورن ودواوير أخرى مجاورة، ما جعل سكان الدوار آخر من تصله المياه، إن وصلت.
وفي ظل استمرار الأزمة، تطالب الساكنة بتدخل عاجل من السلطات الوصية، ومن جمعيات حماية المستهلك، وعلى رأسها الجامعة المغربية لحماية المستهلك، لإنصافهم وضمان حقهم في التزود بالماء كمورد أساسي للحياة.
09/04/2025