في واحد من أجمل مشاهد “الكوميديا السوداء” بمدينة وجدة، وتحديداً بحي ولد الشريف – درب 10 – كاد قائد الملحقة 17، إسماعيل شهرمان، أمس الثلاثاء، أن يحول عملية تحرير الملك العمومي إلى فيلم أكشن من بطولة القائد وبائع السمك و”القرعة” !
القصة بدأت بشكل كلاسيكي … القائد نزل بثقله لتحرير الرصيف من الصناديق والسمك المعروض للزبناء الذين على ما يبدو نسوا أن البحر بعيد عنهم ب ـ60 كيلومتر … الأمور كانت ماشية حتى خرج من فم القائد ما لم يكن في الحسبان: “غادي نجلسك على القرعة” ! عبارة لا تحتاج لشرح، ولا تستعمل حتى في أفلام العصابات … فما بالك من رجل سلطة!
الولد ديال السماك سمعها، والأب سمعها، وحتى السردين حس بشي حاجة مشي هي هاديك ! تحولت الساحة إلى “ملحمة سمكية”، مشادات كلامية، تهديدات، توتر، ومواطنين كيدوّنو لايفات فدماغهم.
القائد، بعدما شاف الحرارة طلعات بزاف، دار مناورات تكتيكية ودخل لواحد الدار يختبئ فيها حتى جاو رجال الأمن ، وشهد شهود من أهل الحي أن لولا لطف الأقدار، لكانت “القرعة” تحولت فعلاً من مجرد تهديد إلى فصل مأساوي .
الواقعة خلفت موجة غضب وسط الساكنة، اللي شافو بعينيهم كيفاش التسيير تحول إلى شطط، والحوار إلى صراخ، والسلطة إلى فوضى. وكالعادة، القائد سبق البائع وشكى، وطبق المثل المغربي الخالد : “ضربني وبكى، وسبقني وشكى”.
الآن، السؤال اللي كيدور فبال الجميع : واش السيد الوالي الخطيب غادي يبقى ساكت حتى توقع شي كارثة؟ ولا غادي يشوف واش القائد شهرمان محتاج إعادة تأهيل ولا غير إعادة تشغيل ؟
راه تحرير الملك العمومي مهم، ولكن الأهم هو تحرير بعض العقليات من عقدة السلطة المفرطة … والقرعة راه ماشي أداة تخويف !
09/04/2025
