kawalisrif@hotmail.com

من أسوار السجون إلى حصن التسامح.. برنامج لمواجهة التطرف يجوب المغرب

من أسوار السجون إلى حصن التسامح.. برنامج لمواجهة التطرف يجوب المغرب

شهد السجن المحلي الأوداية، يوم الإثنين الماضي، انطلاقة محطة جديدة ضمن برنامج “التمنيع ضد التطرف العنيف والإرهاب”، الذي يشرف عليه مركز مصالحة بالتعاون مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج. يأتي هذا المشروع في سياق جهود متواصلة لتحصين الفضاء السجني، حيث يسعى إلى ترسيخ قيم التسامح ونبذ العنف بين النزلاء، عبر استراتيجيات تأهيلية مبتكرة. وقد سبق للبرنامج أن زار خلال مارس الماضي سجون القنيطرة وعين السبع وطنجة 2، ليصل عدد المستفيدين إلى 122 نزيلاً، بينهم 16 نزيلة، بهدف تدريب 240 مثقفًا نظيرًا ينقلون المعرفة لما يقارب 22 ألف سجين عبر 8 مؤسسات.

يركز البرنامج، وفق بلاغ صادر عن مركز مصالحة، على تزويد النزلاء بأدوات فكرية وعلمية تمكنهم من مقاومة الأفكار المتطرفة، مستندًا إلى مقاربة “التثقيف بالنظير” كآلية رئيسية للتأهيل. وفي هذا الإطار، خضع موظفو المندوبية لتكوينات مكثفة في مركز تيفلت، تحت إشراف خبراء من الرابطة المحمدية للعلماء، لتعزيز قدراتهم في التعامل مع قضايا التطرف. هذه الجهود، التي تجمع بين التدريب النظري والتطبيقي، تهدف إلى بناء جيل من السجناء والموظفين قادر على مواجهة التحديات الفكرية بوعي ومسؤولية.

وفي لحظة لافتة، شهدت المحطة مشاركة خمسة نزلاء سابقين كانوا مدانين في قضايا إرهابية، استفادوا من برنامج مصالحة وأُطلق سراحهم بعفو ملكي. تقاسم هؤلاء تجاربهم المؤثرة، حيث رووا كيف قادتهم رحلة فكرية عميقة إلى التخلي عن التطرف، مقدمين شهادات حية عن أهمية التأهيل والتسامح. هكذا، يرسم البرنامج مسارًا طموحًا لتحويل السجون من مجرد فضاءات للعقوبة إلى منصات للإصلاح والبناء، في تجربة تجسد التزام المغرب بمكافحة التطرف من جذوره.

09/04/2025

Related Posts