في قلب جماعة بوعرك بإقليم الناظور، تقف الثانوية الإعدادية بوعرك شاهدة على واقع صعب ، حيث ظلت المؤسسة التعليمية، منذ انطلاق خدماتها سنة 2019، تعاني من انعدام الربط بشبكة الماء الصالح للاستعمال، في ظل تجاهل الجهات المعنية وتماطلها في إيجاد حل جذري لهذا المشكل.
ست سنوات مرت، وتلاميذ المؤسسة يواجهون يوميًا تحديات كبيرة بسبب غياب الماء، وهو عنصر أساسي لا يمكن الاستغناء عنه في أي فضاء تربوي. من النظافة إلى الشرب، مرورًا بالسقي والتنظيف والصرف الصحي… كل تفاصيل الحياة المدرسية كانت وما تزال تعيش في حالة اختناق.
ورغم المراسلات المتكررة، والتقارير التي رفعتها الإدارة، ظل الوضع على ما هو عليه، إلى أن تدخلت جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بمجهودات ذاتية ، حفرت من خلالها بئرًا داخل المؤسسة، كمحاولة لتخفيف المعاناة اليومية. إلا أن هذا الحل، الذي جاء بفضل تضحيات جمعية الآباء لم يكن كافيًا، إذ أن البئر لا يستوفي الحاجيات اليومية للمؤسسة، ناهيك عن أن المياه المتوفرة منه ذات ملوحة مرتفعة تجعلها غير صالحة للشرب أو الاستعمال الآمن.
الوضع لا يهدد فقط الصحة العامة داخل المؤسسة، بل يطرح تساؤلات مشروعة حول مدى احترام الحق الدستوري في التعليم في بيئة سليمة، ويدق ناقوس الخطر بخصوص التمييز المجالي الذي تعاني منه بعض المناطق القروية والنائية.
فهل تتحرك الجهات المعنية لإيجاد حل مستدام وربط المؤسسة بالماء الصالح للاستعمال؟ أم أن معاناة “بوعرك” ستظل مستمرة إلى إشعار آخر؟ أسئلة يطرحها آباء التلاميذ وأطر المؤسسة، في انتظار استجابة تليق بكرامة التلميذ وحقه في تعليم يحترم أبسط شروط العيش الكريم .
10/04/2025
