تشهد العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء حالة من الترقب والجدل، بعد القرار القاضي بمنع تنقل جماهير ناديي الوداد الرياضي والرجاء الرياضي لحضور مباراة “الديربي” المرتقبة بين الغريمين التقليديين، والمقررة مساء يوم السبت على أرضية مركب محمد الخامس، وذلك لأسباب وصفتها السلطات بـ”الأمنية”.
القرار أثار موجة من السخرية والانتقادات الحادة من طرف أنصار الفريقين، الذين اتهموا رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، بـ”الانحياز الصريح” لفريقه نهضة بركان، حسب تعبيرهم. واعتبر المشجعون أن منع الجماهير من حضور مباراة تُلعب داخل مدينتهم، في ملعبهم، وبحجة “البرمجة المسائية”، يدخل في باب التضييق على الجمهور البيضاوي المعروف بشغفه الكروي ومكانته في المدرجات.
وفي رد ساخر، تداولت صفحات مشجعي الفريقين دعوات رمزية لمقاطعة المباراة، باعتبار أن “اللعب ليلا يشكل خطرًا أمنيًا”، في استهزاء واضح بقرارات سابقة تم فيها تبرير المنع بـ”الدواعي الأمنية”.
ورغم قرار المنع، كشفت مصادر مطلعة أن السلطات، بتنسيق مع الجامعة، قامت بتوزيع التذاكر بالمجان في بعض الأحياء الشعبية، في محاولة لإنقاذ الحدث من شبح المدرجات الفارغة، في غياب فصائل “الوينرز” و”الإيغلز” التي لطالما شكلت العصب الحي في مباريات الديربي، بحضورها اللافت وإبداعها المستمر في مدرجات الملاعب محليًا ودوليًا.
القرار وضع الجامعة الملكية والمسؤولين الرياضيين في مرمى الانتقادات، وسط تساؤلات حقيقية حول مدى قدرة الجهاز الوصي على تسيير الشأن الكروي بعقلانية واستقلالية بعيدًا عن منطق الانحياز أو الحسابات السياسية الضيقة.
فهل ستنجح السلطات في تمرير هذا الديربي الاستثنائي دون حضور جماهيري وازن؟ أم أن الجماهير ستقلب الطاولة وتعيد ترتيب المشهد على طريقتها؟
11/04/2025