خرجت المتحدثة باسم “الحكومة مليلية المحلية”، فضيلة مختار، عن صمتها لترد على انتقادات “التحالف من أجل مليلية” (CpM)، ذلك الحزب الذي يجرؤ بين الفينة والأخرى على التلميح بأن المدينة لها ساكنة ذات جذور مغربية وهوية غير قابلة للمسح بالتاريخ الانتقائي.
المناسبة ؟ زيارة “عدو المغرب الأول في إسبانيا” خوسي ماريا أزنار، أحد رموز الحزب الشعبي الإسباني، ورئيس الحكومة السابق ، يحمل على كتفيه سجلاً حافلاً بالمواقف اليمينية المعادية للرباط .
حزب CpM، الذي يمثل شريحة كبيرة من المغاربة القاطنين في المدينة، نعت أزنار خلال زيارته لمليلية بـ”الشخص غير المرغوب فيه”. لكن فضيلة، المنضوية تحت راية الحزب الشعبي، لم تر في ذلك سوى فرصة ذهبية لتوجيه ضربة إعلامية للحزب المنافس، فاقترحت ـ بمنتهى “السفالة السياسية” ـ إعلان حزب CpM نفسه “غير مرغوب فيه” داخل المدينة التي نشأ فيها !.
وفقًا لمنطق مختار، فإن انتقاد أزنار يُعتبر مسًّا بكرامة المدينة، في حين أن الإشادة بشخص ساهم في تكريس “الإسبنة” وتهميش الهوية المغربية الأصلية يُعد وطنيًّا ومقبولًا.
مختار، التي لا تفوّت مناسبة لترديد سردية الحزب الشعبي، أعادت رسم صورة أزنار كمُخلّص مليلية: مطار جديد (ليراقبوا من يغادر ويعود)، مساكن إضافية (لترسيخ البقاء الإسباني)، ومداخيل من ضريبة IPSI (كي تستمر المدينة في الاعتماد الكلي على مدريد).
أما زيارة أزنار، فكانت “خاصة” في الظاهر، لكنها محمّلة برسائل سياسية صريحة: لقاءات مع رئيس المدينة، جولة في معبر بني أنصار، وحديث عن “أهمية مليلية الاستراتيجية” لإسبانيا، وكأن المدينة قطعة شطرنج على رقعة جيوسياسية لا مكان فيها لمطالب المغاربة أو رمزية الأرض.
التهكم لا يقف هنا: أزنار عبّر عن قلقه من تقارب الحكومة المركزية مع الصين، وكأن بكين هي الخطر الحقيقي، لا سياسة التوزيع “المدروس” للقاصرين الأجانب، ولا استمرار الاحتلال الصامت لمليلية.
في النهاية، تبقى مواقف فضيلة مختار انعكاسًا لمدرسة سياسية تؤمن بأن الولاء الكامل لخط مدريد هو السبيل الوحيد إلى “الاحترام”، حتى ولو جاء ذلك على حساب تاريخ وهوية المدينة وساكنيها الأصليين .
12/04/2025