في عرض مسرحي بائس، خرج رودريغو ألونسو، نائب حزب “ڤوكس” اليميني المتطرف، ليصرخ في فراغ ندوة صحفية مطالبًا حكومته برد على ما وصفه بـ”الرسوم الجمركية المجحفة” التي يفرضها المغرب على المنتجات الأندلسية. 200%؟ صدمة؟ لا يا سادة، بل دروس في السيادة الاقتصادية.
هستيريا ڤوكس لا تخفي النفاق الأوروبي. فمنذ متى كانت إسبانيا تبكي العدالة التجارية؟ البلد الذي لطالما غمر الأسواق المغربية بسلع مدعومة وفرض على المنتجات المغربية شروطًا تعجيزية، يتباكى اليوم لأن المغرب قرر أن يُدافع عن مصالحه ويضبط بواباته الاقتصادية.
ألونسو، الذي لا يفوّت فرصة للتنمر على المغرب وشيطنته، تَذكّر فجأة “عدم التكافؤ التجاري” حين أصبحت الكفة في غير صالحه. أين كان صوتك حين كانت لحومنا تمر عبر الحدود بتعقيدات مذلّة؟ أين كان احتجاجك على الحليب المغربي الذي يُداس تحت أقدام البروتوكولات الأوروبية؟ فجأة أصبحتم أنتم الضحية؟
وزاد الطين بلة بكاؤه على الزيوت النباتية والسميد والدقيق… يا للعجب! هل كنتم تظنون أن المغرب سيبقى مستهلكًا أبديًا لمنتجاتكم بينما تفرغون جيوبه؟ من الواضح أن جنون العظمة لا يسمح لكم بتقبل أن للمغرب حق السيادة والقرار، حتى في التجارة.
وإذا كان ألونسو يرى أن الحكومة الإسبانية صامتة، فنحن نرى أنها متواطئة منذ زمن. والآن، حين قرر المغرب أن يفرض قواعد جديدة للعبة، تصرخون؟ إذًا، استفيقوا: زمن الاستعمار التجاري ولى، ومن لا يستطيع التنافس بشرف، فليبتلع لسانه بدل تسويقه للبكائيات السياسية.
12/04/2025