نواكشوط —كواليس الريف :
في تطور مأساوي يعكس حجم أزمة الهجرة غير النظامية عبر الأطلسي، أكدت السلطات الموريتانية لصحيفة Vozpópuli الإسبانية أنها استقبلت 600 جثة لمهاجرين قضوا في طريقهم نحو جزر الكناري. وتشير الأرقام إلى أن 500 جثة تم انتشالها خلال سنة 2024، فيما أضيفت 100 جثة أخرى منذ مطلع عام 2025، معظمهم من الجنسية المالية.
وإلى جانب هذا الرقم المفجع، نجحت السلطات الموريتانية في منع مغادرة 3000 مهاجر مالي منذ مارس الماضي، بعد اعتراضهم في عرض البحر، قبل إعادتهم إلى بلادهم.
وفي هذا السياق، كثفت موريتانيا جهودها الدبلوماسية والأمنية لمكافحة الهجرة غير النظامية، حيث دعت مالي إلى تكثيف مراقبة شبكات تهريب البشر التي تنشط على حدودها. جاء ذلك خلال اجتماع رسمي جمع وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوق مع نظيره المالي عبد الله ديوب ورئيس المجلس العسكري المالي عاصمي غويتا.
وقال ولد مرزوق: “هذه مأساة إنسانية تتطلب جهدا جماعيا لتعزيز الهجرة المنظمة والآمنة، وفق القوانين والاتفاقيات الثنائية.”
في الجانب الإنساني، تستقبل قرية خابو-جدياغا في منطقة كايس (غرب مالي) المهاجرين المُعادين، حيث يضم مركز مؤقت هناك حوالي 700 شخص. وأعلنت وزارة الماليين في الخارج عن تشكيل خلية أزمة برئاسة الوزير موسى آغ أتاهر لمتابعة أوضاع هؤلاء المهاجرين، وضمان توفير الحد الأدنى من الرعاية والدعم لهم.
ويُعتقد أن الأرقام المعلنة لا تمثل سوى جزء من مأساة أكبر، إذ أن عدد الضحايا الحقيقي قد يكون أعلى بكثير بسبب الجثث التي لم يُعثر عليها في عرض البحر.
12/04/2025