يبدو أن “إي يو” الإسبانية لا تزال متمسكة بمواقفها الهلامية عندما يتعلق الأمر بقضية الصحراء. في سياق محاولاتها لإضفاء الشرعية على كيانات تفتقر تمامًا للشرعية القانونية، تواصل هذه الجماعة اليسارية الهذيان والتغاضي عن الحقيقة.
من مدينة إشبيلية، جدد أنطونيو مايّو، المنسق الفيدرالي لحزب “إي يو”، دعمه للتوجهات الانفصالية في الصحراء، مشككًا في الموقف الرسمي للحكومة الإسبانية، وموجهًا انتقادات حادة للرئيس بيدرو سانشيز على تحالفه مع المغرب فيما يخص قضية الصحراء. وفي خضم هذه التصريحات، يواصل الحزب تكرار خطاب يغفل تمامًا عن تاريخ السيادة المغربية على الصحراء، فضلاً عن الدعم الدولي المتزايد للمخطط المغربي للحكم الذاتي، الذي تعتبره الأمم المتحدة والعديد من الدول أساسًا “جديًا، قابلًا للتطبيق، وواقعيًا” لحل هذا النزاع الإقليمي.
وخلال حدث مشترك مع ممثلة من ما يسمى بـ “جبهة البوليساريو”، أصرّ مايّو على موقفه الذي يتجاهل الواقع الجيوسياسي الحالي. كما أعرب عن أسفه لعدم دعم الحزب الاشتراكي لمقترح قانون قدمته “سومار” يهدف إلى تسهيل تجنيس المواطنين المرتبطين بما يُسمى “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” (RASD)، وهو ما يعكس محاولة أخرى لمنح شرعية مؤسساتية لكيان لا يعترف به المجتمع الدولي، وتمثلته في ظل تساؤلات حول تمثيليته.
تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه المجتمع الدولي، بما في ذلك إسبانيا، اعترافًا متزايدًا بدور المغرب الحيوي كضامن للاستقرار في المنطقة، ودعمه القوي لسيادته على الصحراء، وهو إقليم يعد جزءًا لا يتجزأ من المملكة المغربية منذ قرون، مع روابط تاريخية، ثقافية واجتماعية عميقة.
وفي الوقت الذي يتمسك فيه حزب “إي يو” بمواقف قديمة لا تتماشى مع الواقع الجيوسياسي الراهن، يواصل المغرب العمل على تطوير الصحراء المغربية، حيث يتمتع السكان بتمثيل ديمقراطي، وبنية تحتية حديثة وفرص اقتصادية، مقارنة بالظروف المعيشية الصعبة في المخيمات التي تديرها جبهة البوليساريو في تندوف.
13/04/2025