مع اقتراب موسم الاصطياف، تشهد شواطئ الناظور ظاهرة مقلقة بظهور قناديل البحر البرتغالية الخطيرة. فقد أكدت جمعيات بيئية وصول هذه الكائنات إلى شواطئ المنطقة، بما في ذلك جزر تشافريناس برأس كبدانة، محذّرة المصطافين وهواة السباحة من خطر لسعاتها السامة والمؤلمة.
وفي مشهد لافت، رصد هواة ركوب الأمواج في مليلية المحتلة 12 قنديلًا على رمال شاطئ “لا إيبيكا”، جرفتها الأمواج مع العاصفة الأخيرة. كما أكد “خافيير دياز”، من المحطة البيولوجية «لسلطات الإحتلال» بجزر تشافريناس، أن هذه الكائنات الغريبة والخطرة وصلت كذلك إلى محيط الجزر.
المنظمات البيئية حذرت بدورها من تفاقم هذه الظاهرة، مشيرة إلى أن ازدياد أعداد القناديل مرتبط بارتفاع درجات حرارة مياه البحر بسبب تغير المناخ، وتلوث الأنهار بالمواد العضوية، واختفاء مفترساتها الطبيعية، وعلى رأسها السلاحف البحرية.
يُعرف قنديل البحر البرتغالي (Physalia physalis) بلقبه المرعب: “السفينة الحربية البرتغالية”، وهو كائن بحري استثنائي يشبه قنديل البحر، لكنه في الواقع مستعمرة مكونة من عدة كائنات متخصصة تؤدي وظائف محددة: شراع هلامي يطفو على سطح الماء ويتحكم في حركته بفعل الرياح. مجسات طويلة قد يصل طولها إلى 50 مترًا، مزودة بآلاف الكبسولات السامة التي تشل حركة فرائسها.
تتغذى هذه الكائنات على الأسماك الصغيرة والعوالق البحرية. أما مفترساتها القليلة فتشمل السلاحف البحرية، وحلزون البحر البنفسجي، وبعض الرخويات النادرة.
مع تصاعد هذه الظاهرة البيئية، ينصح الخبراء المصطافين بتوخي الحذر، وعدم لمس أي كائن هلامي يبدو غريبًا على الشاطئ أو في المياه، حتى وإن بدا ميتًا، نظرًا لقدرة مجساته على إفراز السم حتى بعد انفصاله عن الجسم.