kawalisrif@hotmail.com

الجزائر تستدعي سفير فرنسا للإحتجاج على متابعة أحد موظفيها بسفارتها في باريس بتهم تتعلق بالإرهاب

في تطور جديد في العلاقات الجزائرية-الفرنسية، استقبل لوناس مقرمان، الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، السفير الفرنسي ستيفان روماتيه في خطوة مثيرة للجدل، بغرض التعبير عن احتجاج الجزائر الشديد على قرار السلطات القضائية الفرنسية بشأن موظفها القنصلي. الاحتجاج جاء على خلفية اتهام فرنسا لأحد موظفي القنصلية الجزائرية بالتورط في “اختطاف مزعوم” للمسمى أمير بوخرص، المعروف بـ “أمير د ز”، وهو المارق الذي يبدو أنه أصبح محور الاهتمام في هذه المسرحية القضائية.

الجزائر، وكعادتها، لم تكتفِ بالكلمات البسيطة. فهي ترفض هذا القرار “رفضًا قاطعًا”، مؤكدة أن الموظف القنصلي تم توقيفه في الشارع العام دون إشعار عبر القنوات الدبلوماسية، وهو ما يمثل، حسب الجزائر، “انتهاكًا صارخًا” لكل الأعراف الدولية. كيف لا؟ فإذا كان الموظف في مهمته الدبلوماسية، فلا يمكن أن يتم توقيفه دون التزام كامل بالاتفاقيات الدبلوماسية المتعارف عليها بين الدول. هل يُعقل أن تفرط فرنسا في هذه الأعراف؟

أما من حيث المضمون، فالجزائر تذهب أبعد من ذلك، إذ تؤكد أن الحجج التي قدمتها الأجهزة الأمنية الفرنسية “هشة” وضعيفة، في إشارة إلى أن القضية تعتمد على حقيقة غير مؤكدة وهي أن هاتف الموظف القنصلي تم رصده بالقرب من منزل المارق “أمير بوخرص”. كيف يمكن لهذا أن يكون دليلاً كافيًا لاحتجاز موظف قنصلي رهن الحبس الاحتياطي؟ ما الذي يراه البعض في هذا التحقيق القضائي الذي يبدو وكأنه جزء من سيناريو متقن لهدف ما؟

لكن، يُذكر أن الموظف القنصلي ليس لديه جواز سفر دبلوماسي، بل جواز سفر خدمة، مما يثير التساؤلات حول الحصانة المزعومة التي أُسندت له، وهل يمكن لموظف بهذا الوضع الاستفادة من حصانات دبلوماسية غير مستحقة؟

ومن هنا، تُطالب الجزائر بإطلاق سراح موظفها القنصلي فورًا، مطالبة باحترام الحصانات المرتبطة بوظائفه الدبلوماسية وفقًا للاتفاقيات الدولية والاتفاقيات الثنائية، بحيث يتيح له ذلك الدفاع عن نفسه في ظروف لائقة، وكأننا في فيلم تشويقي من إنتاج وزارة الخارجية الجزائرية!

ويتابع البيان، مشيرًا إلى أن هذا الحادث القضائي ليس مجرد حادث عابر، بل إنه يأتي في وقت حساس، يتزامن مع محاولة إحياء العلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا، وهو ما يبدو أنه “غير مرغوب فيه” بالنسبة للبعض في فرنسا. ففي حين تتسارع الجزائر نحو استئناف العلاقات، يبدو أن البعض في الجانب الفرنسي يفضل إحياء “الخلافات القديمة” بدلاً من التعاون الفعلي. هل كان اختيارهم لهذا المجرم بمثابة إشارة إلى نية معينة؟ يبدو الأمر أكثر من مجرد سوء تفاهم!

وأخيرًا، تُذكّر الجزائر الجميع بأنها لن تقبل بأي مساس بسيادتها أو بحقوق موظفيها القنصليين، مؤكدة على أنها لن تترك هذا الملف “دون تبعات”. فما هي التبعات التي تعد بها الجزائر؟ هل ننتظر أن يكون للسياسة الخارجية الجزائرية كلمة في هذا الشأن؟ الزمن وحده كفيل بإعطائنا الإجابة.

إنها مسرحية دبلوماسية معقدة، حيث يتقاطع “التحقيق” مع “التصريحات”، ويظل السؤال قائمًا: هل سيتوقف هذا المشهد عند هذه النقطة، أم أننا بصدد مشاهدة فصل جديد من العلاقة الجزائرية-الفرنسية؟

13/04/2025

مقالات ذات الصلة

15 أبريل 2025

المنتخب المغربي فتيان يتأهل إلى نهائي “كان” على حساب ساحل العاج

15 أبريل 2025

إسبانيا تطلق بطاقة الهوية الوطنية الرقمية عبر الهواتف المحمولة

15 أبريل 2025

فضيحة أرقام زائفة تهز سحب اليانصيب الإسباني Lotería de Navidad … وقاضية تقول كلمتها

15 أبريل 2025

بوريطة يحط بمولدوفا … حضور مغربي قوي في أوروبا الشرقية

15 أبريل 2025

67 في المائة من المغاربة مع ضرورة فرض الحجاب على المرأة

15 أبريل 2025

غياب غامض لقائد الملحقة الإدارية الأولى بسلوان يثير استياء الساكنة !

15 أبريل 2025

فرنسا تستدعي سفيرها بالجزائر للتشاور بسبب مغامرات النظام العسكري الجزائري البليدة

15 أبريل 2025

“كواليس الريف” ترد على الادعاءات الكاذبة للمرتزق نيني وتؤكد التزامها بالحياد المهني

15 أبريل 2025

إستونيا تؤيد مغربية الصحراء في موقف يعزز شبه إجماع دولي على حق المغرب في أقاليمه الجنوبية

15 أبريل 2025

لتهريب مدانين في قضايا مخدرات … هجوم مسلح وحرائق يستهدف عددا من السجون الفرنسية في وقت واحد

15 أبريل 2025

الكوكايين يستوطن جماعة رأس الماء بالناظور والمؤسسات التعليمية المستهدف الأول

15 أبريل 2025

إدانة صاحبة الصدر الأعظم الجزائرية بن لمان في فرنسا بعد تهديدها بقتل معارضين لنظام تبون

15 أبريل 2025

أخنوش أمام وزراء وبرلمانيي حزبه : يجب أن ترفعوا رؤوسكم أمام “الإنجازات التي حققناها” !!

15 أبريل 2025

الساكنة تستغيث يا عامل الإقليم … عندما تتحالف الجماعة والسلطة على إحتلال الملك العمومي بإمزورن

15 أبريل 2025

فوضى عارمة داخل سجن سلوان بالناظور … ومدير المؤسسة يعاقب سجناء بداعي تسريب معلومات إلى “كواليس الريف”