شهدت جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، اليوم، لحظة توتر غير معتادة داخل صفوف الأغلبية الحكومية، بعدما وجه النائب البرلماني أحمد العالم، عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، سؤالًا حادًا إلى كاتبة الدولة المكلفة بقطاع الصيد البحري، حمل طابع الهجوم المباغت أكثر مما اتسم بصيغة السؤال البرلماني المعتادة.
التدخل المفاجئ للنائب أحمد العالم أربك أجواء الجلسة، حيث بدا أقرب إلى “غارة سياسية” منه إلى تعقيب برلماني تقليدي. وقد بدت علامات الامتعاض واضحة على محيّا كاتبة الدولة، التي أظهرت تعبيرات وجهها حالة من الارتباك والتوتر أمام ما اعتبرته “مدًا وجزرًا” سياسيًا غير محسوب داخل بيت الأغلبية.
في المقابل، وجد نواب حزب التجمع الوطني للأحرار أنفسهم في موقف حرج، مترددين بين الاصطفاف إلى جانب زميلهم في الأغلبية أو التعامل مع الوضع كما تفعل المعارضة، في مشهد بدا كأنه “مواجهة بين أبناء الصف الواحد”.
مصادر من داخل البرلمان تحدثت عن أن هذه الواقعة لن تمر دون تبعات سياسية، خاصة وأنها تأتي في سياق حساس بين مكونات الأغلبية. ويرجح مراقبون أن يتعرض السيد نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال ووزير التجهيز والماء، بدوره إلى موجة من الأسئلة القاسية في قادم الجلسات، خاصة من طرف برلمانيي حزب الأحرار، الذين قد يستغلون ملف أزمة الماء كورقة ضغط سياسية للرد على ما جرى.
ويرى متتبعون أن أجواء الأغلبية باتت تشهد حالة من التوتر الخفي، مرشحة للتصعيد في حال استمرت مثل هذه الاصطدامات داخل المجلس، في وقت يتطلب فيه الوضع السياسي والاقتصادي تماسكًا وانسجامًا أكبر بين مكونات الحكومة.
14/04/2025