أثار ظهور رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد الأخير، في مقطع فيديو متداول، جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والشعبية، بعد تلعثمه الغريب وإجاباته غير المتماسكة عن سؤال بسيط يتعلّق بمصير قصر بورقيبة بالمنستير. الأمر الذي فتح الباب أمام تساؤلات جدّية عن الوضع النفسي والصحي للرئيس.
في الفيديو المذكور، طُرح على الرئيس سؤال مباشر: “ما الذي تنوون فعله بقصر بورقيبة؟” غير أن الإجابة جاءت متقطعة ومشوّشة على نحو أثار الاستغراب: “ااا… نعم … كنت في اجتماع … لأنو … تم الاستيلاء … 3 أوت… مطربين… ومنننن… شرق … ولايات …”
الإجابة غابت عنها الفكرة الواضحة والتسلسل المنطقي، ما جعلها موضوعًا للتحليل الطبي والنفسي، حيث اعتبرها بعض المختصين عرضًا واضحًا لاضطراب عقلي، في حين رآها آخرون مجرد ارتباك عابر.
في تصريح مثير، اعتبرت طبيبة نفسية تونسية أن ما ظهر في الفيديو “ليس مجرد تلعثم أو ارتباك عادي، بل مؤشّر خطير لوضع نفسي مختلّ”. ووصفت الحالة بأنها “فوضى لغوية وفكرية تفضح اضطرابًا واضحًا في التفكير”، مؤكدة أن علامات مثل بطء الاستجابة، التكرار الغريب للأصوات، وانعدام الترابط بين الكلمات، كلها أعراض محتملة لما يُعرف طبيًا بـ”الفُصام غير المنظّم”
المثير أن الإعلام الرسمي تعامل مع الموقف بتجاهل تام، بل حاول بعض الصحفيين إكمال جمل الرئيس أو تفسيرها نيابةً عنه، في مشهد اعتبره بعض المراقبين “مثيرًا للشفقة أكثر من كونه مضحكًا”. وتساءل متابعون: “هل من المقبول في دولة ديمقراطية أن يُسمح باستمرار شخص في منصب الرئاسة وهو يعاني من اضطراب بهذه الخطورة؟”
وفق مختصين في علم النفس السياسي، فإن حالة من هذا النوع، إن ثبتت، قد تعرّض أمن البلاد واستقرارها للخطر، خاصة إذا أصبح القرار السياسي رهينًا لمزاج أو توتر نفسي غير مستقر.
كما أشاروا إلى أن عقدة قيس سعيد من الزعيم بورقيبة قد تكون أحد أسباب ارتباكه في هذا الملف تحديدًا، بحكم التناقضات النفسية بين رغبته في تجاوز رمزية الزعيم التاريخي، وشعوره الدائم بعدم القدرة على منافسته في مخيال التونسيين.
تونس اليوم أمام مشهد مقلق يتجاوز زلة لسان عابرة. الأمر يتعلّق بشخص في أعلى هرم السلطة، ظهرت عليه علامات اضطراب واضحة، ما يفرض على مؤسسات الدولة، وعلى الرأي العام، تحمّل مسؤولياتهم في مراقبة الوضع الصحي والنفسي لرئيس الجمهورية، ضمانًا لسلامة البلاد واستقرار مؤسساتها.
14/04/2025