إستهلاكه أصبح ثقافة … الكوكايين يغزو أزقة وشوارع إمزورن بإقليم الحسيمة

تشهد مدينة إمزورن، خلال السنوات الأخيرة، تفشيًا مقلقًا لظاهرة تعاطي الكوكايين بين فئة الشباب، وهي ظاهرة لم تعد مقتصرة على حالات فردية، بل أصبحت تمثل سلوكًا شائعًا داخل بعض الأوساط، مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول الأسباب والدوافع، وكذا التأثيرات التي تهدد مستقبل جيل بأكمله

اللافت في الأمر أن عددًا من الشباب الذين ينخرطون في أنشطة تجارية – سواء داخل المدينة أو في الأسواق المحيطة – لا يستثمرون أرباحهم في مشاريع مستقبلية أو استقرار اقتصادي، بل يتم صرف مبالغ ضخمة في شراء الكوكايين، وهو ما أصبح سلوكًا “طبيعيًا” في بعض الدوائر الشبابية.

هذه التجارة التي يُفترض أن تساهم في تحسين الأوضاع المعيشية، تحولت إلى بوابة للهلاك الذاتي، حيث تُصرف المداخيل في دقائق معدودة، وغالبًا في جلسات جماعية، تُمارَس فيها طقوس “النفخ” وكأنها تحدٍّ رجولي أو إثبات ذات، بينما هي في الحقيقة إدمان جماعي صامت.
من بين العوامل وراء الانتشار، غياب البدائل الترفيهية و الثقافية و غياب الرقابة الأسرية و الاجتماعية ، زد على ذلك التساهل في بعض الأحيان.

ظاهرة تعاطي الكوكايين في إمزورن لم تعد موضوعًا للتجاهل أو الحديث العابر، بل هي ناقوس خطر حقيقي يُنذر بمستقبل غامض لجيل كامل. المطلوب اليوم هو التحرك الجاد، جماعيًا ومؤسساتيًا، قبل أن تتحول هذه السموم البيضاء إلى لعنة سوداء تلتهم ما تبقى من الأمل