في إحدى ليالي الجنوب الفرنسي الهادئة، وتحديداً في بلدة صغيرة تُدعى “غرانج-غونتارد”، استيقظ السكان على مشهد غير معتاد: شاحنة مغربية ضخمة، تزن ثلاثين طناً، صباح اليوم الخميس ، عالقة في ممر ضيق لا يتسع حتى لمرور سيارتين.
السائق، الذي كان يعتمد كلياً على جهاز الـGPS، وجد نفسه وسط طريق لا يصلح لمرور هذا النوع من المركبات. تجاهل اللافتات التي تحذر من دخول الشاحنات، وواصل السير بثقة حتى انتهى به الأمر محاصراً بين الجدران الحجرية القديمة للبلدة.
“كان يتقدم ببطء، ثم فجأة توقف كل شيء”، يقول أحد السكان وهو يروي كيف تحولت لحظات الليل الهادئة إلى فوضى مرورية استمرت أربع ساعات. فرق الإنقاذ حضرت، وحاولت بكل الوسائل سحب الشاحنة دون الإضرار بالمباني القديمة أو البنية التحتية.
وفي خضم ذلك، عبّرت رئيسة البلدية، هيلين مولي، عن انزعاجها وقلقها الشديد، خصوصاً على سلامة الأطفال الذين ينتظرون الحافلات المدرسية على أطراف الطريق. “عندما تقترب شاحنة مثل هذه، أشعر بالخوف على الصغار… الأمر يتكرر كثيراً، وهذا مقلق للغاية”، قالت بنبرة تحمل خليطاً من الغضب والخوف.
وهكذا، تحولت ليلة عادية إلى درس آخر في الاعتماد الأعمى على التكنولوجيا، حين تقودك الإحداثيات إلى حيث لا يجب أن تكون.
17/04/2025