kawalisrif@hotmail.com

محاكمة “الدكتور التازي” … صرخات من قلب السجن ودموع في قاعة المحكمة

محاكمة “الدكتور التازي” … صرخات من قلب السجن ودموع في قاعة المحكمة

الدار البيضاء – كواليس الريف :

مشهد إنساني مؤلم في قاعة المحكمة، حيث واصلت غرفة الجنايات الاستئنافية النظر في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل بالمغرب، والتي تتعلق بطبيب التجميل المعروف حسن التازي ومجموعة من الأشخاص المتابعين بتهم ثقيلة كالاتجار بالبشر، النصب، والتزوير.

في جلسة الجمعة، كان الصوت الأبرز هو صوت الدفاع. المحامي الأستاذ المسكيني، الذي حضر بدلًا من زميله الغائب بسبب المرض، قدّم مرافعة طويلة نيابة عن المتهمتين سعيدة علو وعزيزة فنان. ووسط جو مشحون، حاول الدفاع أن يفكك الاتهامات، واحدة تلو الأخرى، معتمدًا على شهادات وحالات طبية حقيقية.

المحامي شدد على أن أغلب المرضى قصدوا مصحة الشفاء طواعية، إما بمبادرة منهم أو برغبة من أسرهم، بحثًا عن العلاج. وضرب أمثلة حية لعائلات تنقلت من أقاصي الجنوب إلى الدار البيضاء أملاً في إنقاذ أبنائها من الموت، لتجد أبواب المصحة مفتوحة.

وأشار المسكيني إلى أن المصحة استقبلت آلاف الحالات، متسائلًا: “لماذا التركيز فقط على 17 ملفًا؟”. وأكد أن المرضى كانوا يتلقون العلاج، ثم يجدون صعوبة في الأداء، مضيفًا: “هل يعقل أن يُحاسَب الطبيب لأنه أنقذ مريضًا لا يملك المال؟”.

في قلب المرافعة، حاول الدفاع قلب الطاولة، معتبرًا أن المتهمين أنفسهم هم الضحايا. الطبيب التازي، الذي فقد كل شيء، وسعيدة علو، التي أصبحت تعاني من داء السل خلف القضبان، وزينب.ب التي لم ترَ ابنتها منذ ثلاث سنوات. حتى المحاسبة مونيا، زوجة التازي، صرخت باكية: “لم أكن أعلم بشيء، كل ما كنت أفعله هو الحسابات!”.

سؤال آخر طرحه الدفاع: “هل كان الهدف من تصوير المرضى هو استغلالهم؟ أم التأكد من أحقيتهم بالمساعدة؟”. وأشار إلى أن أغلب التبرعات الخيرية لا تتحقق دون إثباتات.

كانت اللحظة الأكثر تأثيرًا حين سُمِح للمتهمين بالكلمة الأخيرة. شهادات إنسانية مؤلمة، دموع وانكسارات: أم لم ترَ أبناءها، مريضة بالسل، سبعينية لا تخرج من زنزانتها، رجل يشعر بأن كرامته أُهدرت.

أما الدكتور التازي، فقد انفجر بالبكاء، متذكرًا الوسام الملكي الذي كان يحفزه لفعل الخير، مرددًا: “خسرت كل شيء… لكني لم أفقد إيماني”.

وبعد هذه اللحظات العاطفية، أعلنت المحكمة قرارها بحجز الملف للمداولة، على أن يتم النطق بالحكم في الجلسة المقبلة.

18/04/2025

Related Posts