خرج الحزب الشعبي الإسباني (PP) بتصريحات نارية، متهمًا حكومة بيدرو سانشيز بالتخلي العلني عن مصالح المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، معتبرا أن زيارة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة للعاصمة مدريد لم تكن سوى حلقة جديدة في مسلسل “الرضوخ غير المشروط”، مشددًا على أن الحكومة فرّطت كذلك في قضية الصحراء بشكل غير مسبوق، وبدون شروط أو توافق وطني.
إيزابيل مورينو، عضوة مجلس الشيوخ عن مليلية، صرّحت أن الحكومة قامت بـ”استسلام دبلوماسي معلن” أمام المغرب، واتخذت قرارات مصيرية في الكواليس، دون أي تشاور مع البرلمان أو اعتبار لحساسية الملفين لدى الرأي العام المحلي. وأكدت مورينو أن مدينة مليلية تعيش تحت وطأة القلق والترقّب، بسبب سياسة خارجية “مرتجلة وعشوائية”، بدأت منذ 2018 بإلغاء الجمارك التجارية التقليدية، وفرض نظام حدودي يخدم مصالح المغرب وحده، بدون أي تعامل بالمثل.
وأضافت المتحدثة ذاتها أن هذه التوجهات لم تحقّق أي نتائج على الأرض، لا على مستوى ضبط الحدود، ولا فيما يتعلّق بالحفاظ على وحدة الأراضي الإسبانية. متسائلة بحدة: “إلى أين تقودنا هذه الحكومة؟”، مُنددة بالصمت الغريب الذي تلتزمه مدريد أمام تنظيم المغرب لمؤتمرات “تحرير سبتة ومليلية” دون أن يصدر عنها أي رد فعل دبلوماسي رسمي.
حزب ڤوكس (VOX) لم يفوّت هو الآخر الفرصة لمهاجمة الحكومة، حيث طالبها بشكل مباشر بإدانة لجنة “تحرير سبتة ومليلية” التي أُنشئت في المغرب أواخر سنة 2024، معتبرا أن صمت الحكومة الإسبانية هو علامة ضعف دبلوماسي غير مقبول. وذكّر الحزب بنتائج استطلاعات رأي حديثة أظهرت أن 70% من المواطنين الإسبان باتوا يعيشون تحت وطأة القلق على وحدة أراضي بلادهم.
يتقاسم كل من الحزب الشعبي وڤوكس موقفًا واحدًا، يتمثل في اتهام مباشر لحكومة سانشيز بالتفريط في السيادة الإسبانية على سبتة ومليلية، وبالتساهل الخطير مع المغرب في ملفات شائكة كالصحراء والحدود، مطالبين بسياسة خارجية واضحة وحازمة تحمي المصالح الوطنية الإسبانية، وتفرض احترام الشرعية الدولية.
19/04/2025
