أثار مستشار الرئيس الأمريكي المكلّف بالشؤون الإفريقية، مسعد بولس، زوبعة من التأويلات بشأن موقف واشنطن من قضية الصحراء، إثر تصريح أدلى به لقناة “العربية”. حديثه الذي ربط دعم الولايات المتحدة لمغربية الصحراء بـ”موافقة جميع الأطراف”، فُهم على أنه تليين للموقف الأمريكي، وأدى إلى تفاعل واسع من قبل الإعلام الجزائري ومؤيدي جبهة البوليساريو.
غير أن بولس، بعد موجة الجدل التي رافقت تصريحه، سارع لمحاولة تصحيح الصورة. فقد شارك تغريدة لوزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، جاء فيها تأكيد واضح بأن “الولايات المتحدة تجدد اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وتعتبر مقترح الحكم الذاتي هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع”. ثم قام بحذف التغريدة في خطوة أثارت المزيد من التساؤلات، قبل أن يعيد نشرها مرفقة بتعليق منه يصف فيها بيان روبيو بـ”القوي” الذي يعكس الموقف الأمريكي الحاسم.
وكان بولس، رجل الأعمال الأمريكي من أصل لبناني، والذي شغل سابقاً منصب مستشار الرئيس ترامب لشؤون إفريقيا، قد أدلى بتصريحات مثيرة للجدل قال فيها إن إعلان ترامب سنة 2020 حول مغربية الصحراء “ليس نهائياً” وأنه “يتطلب موافقة جميع الأطراف”، مضيفاً أن “الجزائر ستقبل بما توافق عليه البوليساريو”. تصريحات فُسرت على أنها تراجع عن الموقف الأمريكي الرسمي، ما دفع إعلام الجبهة الانفصالية إلى الترحيب بها واعتبارها تحولاً في السياسات الأمريكية.
غير أن تخبط بولس وسرعة رجوعه إلى الخطاب الرسمي، يشيران إلى قلة إلمامه بتعقيدات ملف الصحراء، ما جعله يدلي بكلام غير محسوب قبل أن يصحح مساره بالعودة إلى التصريحات الرسمية الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية.
19/04/2025