kawalisrif@hotmail.com

جولة دبلوماسية مغربية تفتح آفاق الحسم في ملف الصحراء وسط دعم دولي متزايد

جولة دبلوماسية مغربية تفتح آفاق الحسم في ملف الصحراء وسط دعم دولي متزايد

في خضم تسارع التطورات المتعلقة بملف الصحراء المغربية، يخوض وزير الخارجية ناصر بوريطة تحركات دبلوماسية مكثفة على أكثر من صعيد، في جولة استراتيجية شملت عواصم كبرى كواشنطن وباريس ومدريد، قبل أن يحط الرحال بسلوفينيا، التي تشغل عضوية غير دائمة في مجلس الأمن ، وقبلها إلى إستونيا ومولدافيا وكرواتيا … تأتي هذه التحركات المتسارعة تزامناً مع الزخم الدولي الذي خلفته الإحاطة الأخيرة للمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، والتي أبرزت تقدماً نوعياً في التعاطي مع الملف، مشيدة بتعاون المغرب الجاد والبنّاء، ومكرسة المبادرة المغربية للحكم الذاتي كأرضية واقعية للحل.

التحركات الدبلوماسية التي قادها بوريطة في ظرف وجيز، مرّت عبر دول وازنة من شرق أوروبا إلى غربها، حيث التقى بنظرائه لمناقشة العلاقات الثنائية، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية. ووفق تصريحات إبراهيم بلالي اسويح، عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، فإن هذه الجولة تعكس انتقال الدبلوماسية المغربية إلى مرحلة جديدة أكثر فعالية، تنسجم مع التوجيهات الملكية القاضية بتسريع وتيرة الدفاع عن القضايا الوطنية المصيرية. كما اعتبر اسويح أن إحاطة دي ميستورا شكلت منعرجاً مفصلياً، إذ استبعدت بشكل واضح خيار الاستفتاء، مكرسة بذلك الطرح المغربي مقابل تراجع الطرح الانفصالي المدعوم من الجزائر.

وفي ضوء التغيرات الجيوسياسية، يرى محللون أن الرباط باتت تشتغل وفق رؤية متعددة المستويات، تدمج بين الدبلوماسية الهادئة والتحركات الميدانية، معززة بثقة شركائها الدوليين، لاسيما في ما يخص الأمن والاستقرار الإقليميين. ويشير الأستاذ خالد الشيات إلى أن جولة بوريطة الأخيرة تمثل تجسيداً لهذا التحول، خصوصاً في ظل انخراط عدد متزايد من الدول في دعم وحدة المملكة الترابية، من خلال افتتاح قنصليات بالمدن الجنوبية أو تبني مواقف صريحة لصالح مبادرة الحكم الذاتي. وفي ظل غياب أي طرح بديل واقعي من الجانب الجزائري، تبدو بوادر الحسم تلوح في الأفق، مع تزايد الاقتناع الدولي بأن مقترح المغرب هو السبيل الوحيد نحو حل نهائي وواقعي لهذا النزاع الإقليمي.

19/04/2025

Related Posts