شهد فندق ميركور الناظور، التابع لمجموعة أكور المغرب -إفريقيا، تغييرات إدارية بارزة، بتعيين عبد الرحيم زكي مديرًا عامًا جديدًا للمؤسسة، خلفًا للمدير التونسي الأصل الذي تم إعفاؤه من مهامه على خلفية فضيحة أخلاقية هزّت أركان الفندق وأثارت جدلًا واسعًا في أوساط الرأي العام المحلي ، وتناولتها “كواليس الريف” بتفصيل سابقا .
وتعود تفاصيل القضية إلى حوالي سنتين، حين تقدمت مستخدمة مكلفة بخدمات التدليك داخل الفندق بشكاية رسمية تتهم فيها المدير السابق بإجبارها على ممارسة مهينة، تمثلت — حسب تصريحاتها — في “إرغامها على إدخال عضوه التناسلي في فمها عنوة”. واقعة خلفت صدمة كبرى في صفوف العاملين وزوار الفندق، وارتبطت — وفق متابعين — بصراعات داخلية وتصفية حسابات بين أطر المؤسسة، خصوصًا عقب قرارات المدير السابق المثيرة للجدل، أبرزها إلغاء الامتيازات السنوية التحفيزية الخاصة بالأطر، وكانت هذه المنح في السابق حصرًا مخصصة للأطر، قبل أن يُقدِم المدير ذاته على تعميمها لتشمل جميع المستخدمين. وهو ما دفع البعض إلى اعتبار هذه الواقعة “فخًا مدبرًا” للإطاحة به من منصبه.
وفي ظل هذا السياق المتوتر، تعقد أوساط المهنيين والمستثمرين في القطاع السياحي بالناظور آمالًا كبيرة على التجربة الواسعة للسيد عبد الرحيم زكي، الذي راكم خبرة ميدانية معتبرة من خلال إشرافه السابق على إدارة فندق مارتيشكا ريزورت لاغون بالناظور، خلال فترة تدبير مجموعة “المامونية”، المعروفة بنهج سياسة تدبيرية متقشفة انعكست سلبًا على جودة الخدمات. حيث سُجلت انتقادات واسعة آنذاك لاعتماد المنتجع أسماكًا من محطات التربية والمجمدة بدل الأصناف الطازجة النادرة التي تتميز بها المنطقة، مما ساهم في تراجع جاذبية الفندق واستياء الزبناء.
ورغم أن تلك التجربة لم ترقَ إلى مستوى تطلعات الزبناء والمستثمرين المحليين والدوليين، فإن الوضع عرف تحسنًا ملحوظًا عقب انتقال إدارة الفندق إلى مجموعة إماراتية، وهو التحول الذي انعكس إيجابًا على جودة الخدمات، خاصة على مستوى المطاعم وتنوع الوصفات.
ويُعرف عبد الرحيم زكي في الأوساط المهنية بانضباطه الإداري، وهو ما يرفع سقف الترقب بخصوص خطته المنتظرة لإعادة الاعتبار لفندق ميركور الناظور، واستعادة سمعته التي تضررت بفعل الفضائح المتكررة وتراجع مؤشرات الجودة في السنوات الأخيرة.
وفي سياق متصل، عبر عدد من زبناء الفندق عن استيائهم من الارتفاع المفاجئ لأسعار المشروبات، حيث بلغت تسعيرة قنينة الجعة العادية بالحانة التابعة للفندق 40 درهمًا، ما أثار موجة انتقادات وسط مطالب بمراجعة الأسعار بما يتناسب مع مستوى الخدمات المقدمة.
ومع استلام عبد الرحيم زكي لمهامه الجديدة، تتطلع الأوساط السياحية بالإقليم إلى مرحلة جديدة عنوانها الإصلاح وإعادة الثقة وضخ دماء مهنية جديدة داخل الفندق، بما يعيد له صورته المهنية ويعزز موقعه التنافسي في ظل الدينامية المتصاعدة التي يشهدها قطاع السياحة بالإقليم.
— مقال ذي صلة حول فضيحة المدير السابق :
19/04/2025