في مشهد يبعث على القلق، وتحت أعين السلطة، لفظ مواطن أنفاسه الأخيرة في ظروف مشبوهة بسوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، فقط لأنه كان بصدد الخضوع لإجراءات التحقق من الهوية من طرف الأمن ! هل بات التحقق من الهوية سببا في الموت؟! وهل أصبح المواطن هدفاً للترهيب عوض أن يكون موضع حماية؟
ما وقع ليس حادثاً عابراً يُطوى في تقارير رسمية باردة، بل صرخة دامية في وجه ممارسات لا تمت لدولة الحق والقانون بصلة. أن يُنقل شخص بسيارة إسعاف بعد “طارئ صحي” خلال تدخل أمني، ثم يُكتفى ببلاغات عن تشريح ومباشرة بحث، فذاك أسلوب لم يعد مقبولاً في مغرب اليوم، حيث المواطن يطالب بالحقيقة والمحاسبة، لا بالوعود والمماطلة.
إن فتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة، وإن كان خطوة ضرورية، لا يعفي من مساءلة من كانوا بعين المكان، ولا من تسليط الضوء على سلوكيات قد تنم عن تجاوزات خطيرة. نريد نتائج لا بيانات. نريد شفافية لا غموضاً. نريد كرامة تُصان، لا أرواحاً تُزهق في صمت.
19/04/2025