في خطوة جديدة من الاستفزاز الإسباني، يدخل غدًا زورق الدورية الإسباني “إيسلا دي ليون” (P-83) إلى ميناء مليلية المحتلة، في محاولة واضحة من إسبانيا لتعزيز سيطرتها العسكرية على المدينة ، التي يراها المغرب جزءًا لا يتجزأ من أراضيه. هذه الخطوة تمثل تصعيدًا جديدًا في مسلسل التوترات المستمر بين البلدين حول سيادة المدينتين السليبتين سبتة ومليلية، وتعكس نية إسبانيا في تكريس واقع الاحتلال في البحر الأبيض المتوسط، ضاربة عرض الحائط بالحقوق المشروعة للمغرب.
ما تروج له إسبانيا على أنه “تعزيز للأمن” ليس سوى غطاء لسياسات التوسع والهيمنة العسكرية في مياه البحر الأبيض المتوسط، التي تعتبرها مدريد جزءًا من سيادتها الوطنية. وصول “إيسلا دي ليون” إلى مليلية يعكس استمرار إسبانيا في فرض أمر واقع عسكري في مناطق تحظى بمطالب سيادية مغربية، رغم المواقف الدولية المتعددة التي تدعم حقوق المغرب في هذه الأراضي.
هذه الخطوة ليست مجرد عملية عسكرية، بل جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى إلغاء أي نقاش حول سيادة المغرب على مياهه الإقليمية. إسبانيا، التي لا تكف عن التشبث بموقفها العسكري والسياسي في المنطقة، تواصل استعراض قوتها في محاولة لفرض احتلال طويل الأمد لمليلية وسبتة، بغض النظر عن اعتراضات المغرب المستمرة.
المغرب، الذي يرفض بشكل قاطع أي محاولة لتغيير الوضع القائم في مدينتي مليلية وسبتة، يعتبر وصول “إيسلا دي ليون” بمثابة استفزاز جديد يعكس استخفافًا صارخًا بحقوقه السيادية. ليس غريبًا أن تستمر إسبانيا في تكريس هذا الوضع غير القانوني، ولكن ما هو أكثر إثارة للدهشة هو تجاهلها التام للأصوات الدولية التي تدعو إلى الحل السلمي والتفاوض حول هذه القضية.
المغرب لا يكتفي بالمطالبة بل يعتبر أن هذا الملف يجب أن يُغلق نهائيًا ضمن إطار احترام سيادة الدول وحقوق الشعوب. فلا يمكن القبول بتكرار السياسات الاستعمارية التي لا تزال إسبانيا متمسكة بها على حساب حقوق المغرب المشروعة.
لا شك أن هذه العملية العسكرية، رغم محاولات إسبانيا تبريرها تحت مسمى “الأمن” و”المراقبة”، هي في الحقيقة جزء من استراتيجية دائمة لفرض الهيمنة على مياه البحر الأبيض المتوسط. ومرة أخرى، يتم تجاهل الموقف الواضح للمغرب في الدفاع عن حقوقه، في وقت أصبح فيه البحر الأبيض المتوسط نقطة خلافية حاسمة بين البلدين.
إسبانيا، بما تقوم به من خطوات عسكرية متواصلة، تفتح المجال أمام المزيد من التوترات، مما يضع المنطقة على حافة صراع قد يمتد ليشمل أبعادًا دبلوماسية وسياسية أكثر تعقيدًا. وبينما تحاول إسبانيا فرض إرادتها عبر القوة العسكرية، فإن المغرب يستمر في تصعيد موقفه الداعم لحقوقه السيادية.
إذا كانت إسبانيا تعتقد أن تعزيز حضورها العسكري في مليلية سيكون قادرًا على تعزيز احتلالها، فإن المغرب يرى أن هذه الخطوات ليست سوى محاولات يائسة لكسر إرادة الشعوب وإلغاء حقوقها في أراضيها. فمهما حاولت إسبانيا تثبيت واقعها الاحتلالي، فإن مليلية ستظل في قلب الصراع المستمر حول السيادة، ولن تُكسر إرادة المغرب في استرجاع أراضيه مهما كانت التحديات.
20/04/2025