استفاقت مدينة الناظور، من جديد، على وقع فاجعة حريق مأساوي أتى على المسبح البلدي الذي انتظرته الساكنة لسنوات. هذا الفضاء الترفيهي، الذي كان من المفروض أن يكون متنفسًا وحاضنًا لأبناء المدينة، التهمته النيران كما التهم الفساد وسوء التدبير ميزانيته وأحلام الساكنة على حد سواء.
وفي هذا السياق، عبرت البرلمانية السابقة الدكتورة ليلى أحكيم ، عن استيائها وتذمرها الشديدين من هذا الحادث الكارثي، مؤكدة أن الحريق ما هو إلا نتيجة مباشرة لسياسة الإهمال والعبث واللامسؤولية التي يتخبط فيها تدبير الشأن المحلي بالناظور.
ليلى أحكيم، التي لطالما دافعت عن هذا المشروع إبان فترة العامل السابق، وكانت تأمل أن تشرف جمعيتها المدنية على تدبير المسبح لفائدة الساكنة، لم تُخفِ غضبها من الطريقة المهينة التي تم بها التعامل مع هذا المرفق، حتى أصبح اليوم أثرًا بعد عين.
الأشغال بهذا المسبح كانت قد انتهت منذ سنة 2021، لكن ظل مغلقًا لأسباب واهية يتحمّل مسؤوليتها الكاملة رئيس جماعة الناظور سليمان أزواغ — الذي وصفته بالضعيف وهو الذي كان رفيق دربها في المعارضة سابقًا، قبل أن يتحوّل إلى شريك في التهميش والعبث بالمال العام والمرافق العمومية حسب تعبيرها.
وأوضحت الدكتورة أحكيم أن ما جرى جريمة مكتملة الأركان، وأن أزواغ، الذي سبق له أن ناضل من أجل قضايا الناظور، اليوم يتحمّل مسؤولية مباشرة عن هذه الفضيحة، قائلة “من المخجل أن يتحول من كان بالأمس شريكًا في النضال إلى رمز للتقصير واللامبالاة.”
وطالبت في هذا السياق، عامل إقليم الناظور بفتح تحقيق مستعجل، لا لمعرفة ملابسات الحريق فقط، بل لكشف أوجه الفساد والتلاعب التي طبعت تدبير هذا المشروع منذ سنوات، وترتيب الجزاءات في حق كل من أجرم في حق الساكنة ومالها العام.
وختمت البرلمانية السابقة تصريحها بالتأكيد على أن “الناظور يستحق مسؤولين شجعان يحمون مصالح المواطنين، لا هواة يستهترون بمقدرات المدينة، ويحرقون أحلام الناس بقراراتهم الكارثية.”
20/04/2025