في مشهد أشبه بأفلام الجريمة، هزّت فضيحة مدوية أركان الشرطة الإسبانية، بطلها ليس مجرد شرطي عادي… بل قائد كبير عاش حياة مزدوجة ببراعة مدهشة ! أوسكار سانشيز، البالغ من العمر 50 عاماً، كان الوجه المألوف في شوارع مدريد، ضابط شرطة، أب، زوج، وصياد هاوٍ … لكن خلف هذا الوجه الهادئ، كان يختبئ “الرجل المافيوزي” الذي باع شرفه ومهنته لعصابة مخدرات دولية، مقابل ثروة هائلة تخطت عشرين مليون يورو نقداً !
قصة سانشيز انفجرت بعدما رصدت وحدة الشؤون الداخلية مكالمات ورسائل بينه وبين إغناطيوس توران، زعيم عصابة متخصصة في تهريب الكوكايين من أمريكا الجنوبية. في إحدى المحادثات الصادمة، خاطبه المجرم قائلاً “طلبت من المحامي نسخة مكررة من شركتك… هناك الكثير من العملات المشفرة، الكثير جدًا! “ليقاطعه سانشيز بحذر:
“أفضل غداً… وجهاً لوجه… ليس هنا!”
لم يكن سانشيز مجرد متعاون، بل العقل الأمني الذي مكّن العصابة من تجنّب القبض عليهم لسنوات.
-سرّب بيانات التحقيقات.
-حذّر العصابة من المداهمات.
-تلقّى رشاوى ضخمة وعمولات مالية.
كل ذلك مقابل حياة مترفة في الظل… فيلا فاخرة، سيارات، أموال مشفّرة… تحت أنظار زملائه الذين لم يشكوا للحظة في “القائد المحترم”.
في نونبر 2024، أنهت النيابة العامة لمكافحة المخدرات هذه اللعبة القذرة، باعتقال سانشيز وزوجته، التي كانت هي الأخرى تعمل شرطية، ومصادرة الملايين من اليوروهات، لتنفضح أكبر عملية خيانة داخلية في تاريخ الشرطة الإسبانية.
هذه الحادثة لم تكن مجرد فضيحة، بل زلزال هز ثقة المواطنين في جهاز الأمن، وطرح تساؤلات خطيرة كيف لرجل يحمل شارة الشرطة أن يتحوّل إلى ذراع لعصابات المخدرات؟ وكيف يمكن لمجرم بهذا الحجم أن يختبئ وسط المؤسسة الأمنية لسنوات؟
ربما ستبقى قصة سانشيز شاهداً على أن الخيانة قد تتوارى خلف الابتسامة الهادئة والبدلة الرسمية … لكن العدالة، وإن تأخرت، لا تغفل.
20/04/2025