في خبرٍ أقل ما يمكن وصفه بأنه “كوميدي أسود”، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه يعلون عن مستندات تُثبت أن قطر قامت بتحويل 65 مليون دولار لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال عامي 2012 و2018.
نعم، قطر … تلك الدولة التي ما فتئت قنواتها ووسائل إعلامها تُشنّف آذان العالم بخطب نارية عن “مقاومة التطبيع” و”خيانة القضية”، وتُهاجم دولًا عربية علنًا لأنها اختارت أن تكون علاقتها مع إسرائيل في العلن لا تحت الطاولة.
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا ماذا لو كانت قطر مطبّعة رسميًا؟! هل كنا سنسمع عن 65 مليون دولار .… أم كنا سنرى نتنياهو يتقاضى راتبه الشهري مباشرة من الديوان الأميري؟ ربما كان سيحصل على وظيفة “مستشار شؤون الحصار الوهمي” أو “مدير قسم مقاومة مع الاحتفاظ بعلاقات ممتازة”!
الغريب أن الأموال التي ذهبت إلى نتنياهو — بحسب ما كشف — لا تُصنَّف في معاجم “ممانعة الدوحة” ضمن قائمة “التطبيع”، بل ربما تُسجَّل تحت بند “مصاريف مجاملة بين الأصدقاء”، أو “تعزيز العلاقات مع العدو الصديق”.
أليس من الطريف أن تُقدّم تلك الملايين لشخص هو مهندس أكبر حملات الاستيطان في الضفة الغربية، ومسؤول عن قرارات قصف غزة… بينما الإعلام القطري يواصل خطب المقاومة، ويرتدي ثوب “محامي فلسطين”؟ فأي مقاومة هذه التي تموّل قاتلها؟!
وعليه…ربما آن الأوان لتوجيه المدفعية الإعلامية نحو أهداف جديدة، بعيدًا عن فزاعات “التطبيع” الانتقائي. فللأسف… يبدو أن القضية صارت سوقًا مفتوحًا: من يدفع أكثر، يظهر في قائمة “الأوفياء للقضية”، ومن يرفض، يوضع على لائحة “الخونة” !
محمد أبو تاني
21/04/2025
