في مشهد سياسي أقل ما يقال عنه إنه “سيريالية بتوقيع محلي”، عقد مجلس إقليم الدريوش دورته الاستثنائية يوم الخميس 17 أبريل 2025 — ولأنها دورة “استثنائية” فعلاً، فقد حملت معها استثناءً عجيبًا … إقصاء جماعتي تفرسيت وازلاف من لائحة مشاريع التنمية، في حفل توزيع الطرق والمنشآت والمشاريع كأنها قطع حلوى في عرس انتخابي !
المجلس الذي صوّت بالإجماع على شراكات بالجملة، من اتسافت إلى تليليت، ومن بني مرغنين إلى أولاد أمغار، بدا وكأنه يمارس هواية محببة إسمها : “خليك فدارك يا تفرسيت” وعذراً “ازلاف” .. اسمك ماشي معانا اليوم !!.
كأن حظ هذه الجماعات العاثرة، التي يبدو أن ذنبها الوحيد هو عدم الرضوخ لقاموس الولاءات، أن تبقى خارج القسمة، وتنتظر بفارغ الصبر “فتات سياسة” قد يأتي وقد لا يأتي … والسبب ؟ “حسابات سياسية ضيقة”، أو كما يحلو للبعض تسميتها “خدمات بالمقابل”.
المفارقة المضحكة المبكية أن نفس المجلس الذي ناقش شراكة لاقتناء حافلة لفريق رياضي (على عينك يا تفرسيت )، لم يرَ في جماعة وزير الداخلية حاجة تُذكر … لا طريق معبدة، لا مركز اجتماعي، ولا حتى فتات اعتماد مالي … أما التبرير فـ”أسباب تقنية”، كلمة سحرية تصلح لكل شيء … من إبعاد من لا يعجبك أمره !
وبينما يتقاسم باقي رؤساء الجماعات كعكة الطرق والمراكز والمنح، تقف تفرسيت وأزلاف في زاوية النسيان الرسمي، مرفوعٌ عنها القلم وممسوح إسميهما من دفتر التنمية، في انتظار موسم سياسي جديد … أو “صفقة سياسية مربحة” تعيدها إلى طاولة الكرم.
في الدريوش العجائب السياسية، يبدو أن تفرسيت — مسقط رأس وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت — قد تحولت من “جماعة ولد الدار” إلى “جماعة منسية” ، لا طرق، لا مشاريع، لا اتفاقيات … وكأن المجلس الإقليمي للدريوش قرر أن يُعلمها درسًا في “أن لا أحد فوق المزاج السياسي” !
المفارقة العجيبة أن تفرسيت التي أنجبت وزير الداخلية نفسه، الرجل الذي تمر عبر مكتبه كل الاتفاقيات والمراسيم والقرارات، لم تنل حتى طريق غير مصنفة أو مركز اجتماعي، ولا حتى حافلة مهترئة كما نالت بعض الجماعات “المحظوظة”.
في النهاية، يبدو أن التنمية في إقليم الدريوش ليست حقاً دستورياً، بل هدية مشروطة الولاء، و”من له ظهر لا يُضرب على بطنه”.
22/04/2025