في صباح بارد من دجنبر 2024، كان الدراج البلجيكي رمكو إيفينيبويل، واحد من أعظم مواهب رياضة الدراجات في العالم، يجهز نفسه لجولة تدريب روتينية. لم يتخيل أبدًا أن تلك اللحظات ستقوده إلى أكبر منعطف في حياته.
بعد دقائق من انطلاقه، اصطدمت به سيارة بريد بسرعة، ليُطرح أرضًا بقوة. المشهد كان مروعًا : كسر في كتفه الأيمن، عدة أضلاع مكسورة، جروح عميقة في اليد، والأخطر… إصابة عصبية خطيرة في الكتف هددت بإنهاء مسيرته التي بدأها منذ طفولته.
لم يكن رمكو دراجًا عاديًا. بل كان نجمًا يسطع في سماء البطولات العالمية. في 2022، دخل التاريخ عندما فاز بلقب بطولة العالم على الطرق في أستراليا، مرتديًا قميص قوس قزح، اللقب الذي يحلم به كل دراج محترف. ليس ذلك فحسب — في مسيرته القصيرة نسبيًا، حقق:
لقب بطل العالم ضد الساعة 2023. فوز بطواف إسبانيا 2022 (أحد أهم ثلاث طوافات في العالم) مراكز متقدمة في سباقات لييج-باستون-لييج ولومبارديا. ويعتبره النقاد خليفة الأسطورة البلجيكية إيدي ميرككس.
بعد الحادث، عاش رمكو ليالٍ طويلة في غرفته المظلمة، يعاني من الألم الجسدي، والأصعب… النفسي. تساؤلات مريرة “هل انتهت مسيرتي؟ هل سأبقى مجرد ذكرى؟” لكن وسط هذا الظلام، سطع نور زوجته المغربية أومي ريان.
وقفت إلى جانبه، تقرأ له آيات من القرآن، تعلمه الصلاة، وتزرع داخله يقينًا جديدًا. كتب لها ذات مساء “أنتِ من أنقذتِني… لولاكِ لاستسلمت.”
في فبراير 2025، قرر رمكو تحدي المستحيل. سافر إلى إسبانيا وبدأ تدريباته بين كوستا بلانكا وجبال سييرا نيفادا. رغم الألم، والإجهاد، ظل يردد: “سأعود.” وفي 13 أبريل 2025، عاد رمكو بقوة لسباق فليش برابانسون، وفاجأ الجميع بفوز مثير في الأمتار الأخيرة. وفي أمستل جولد ريس بعدها بأسبوع، ورغم سقوط مبكر، أكمل السباق وحصد المركز الثالث وسط ذهول المنافسين.
عندما سُئل عن سر هذه العودة، أجاب “الإسلام علّمني الصبر والقوة. أشعر أنني وُلدت من جديد.” قصة رمكو لم تعد مجرد مسيرة رياضية…بل حكاية إرادة، وإيمان، وعودة من الموت الرياضي إلى قمة المجد.