في صرخة سياسية طال انتظارها ، البرلماني الاستقلالي خالد الشنّاق، وفي كلمة تجرّأت حيث سكت الآخرون، لم يرمِ الورود على سياسة يشرف عليها رئيس الحكومة الحالي عزيز أخنوش، بل حمّله المسؤولية المباشرة عن التدهور المهول في القطاع الفلاحي، من تراجع القطيع الوطني إلى تهديد الأمن الغذائي، وهو ما وصفه دون مواربة بـ”النتائج الكارثية”. كارثية، نعم، لأننا لم نحصد من هذه السياسات سوى قشور الدعم، وحقولاً أُفرغت من محتواها كما أُفرغت خزائن الدولة في مشاريع لم تنضج ولم تُثمر.
والأخطر من هذا، حديثه عن محاولة طمس عمل لجنة برلمانية كانت تسعى لتقييم هذا البرنامج. طمس؟! نحن أمام اتهام خطير بإسكات آليات الرقابة والتعتيم على الفشل، وكأن المال العام أصبح محميًا بحجاب الصمت البرلماني.
أما في ما يخص أسعار المحروقات، فالأمر لم يعد مجرّد سؤال اقتصادي، بل أصبح، كما قال الشنّاق، “منكرًا في حق المغاربة”. فالنفط يهبط عالميًا، ونحن نواصل دفع فاتورة جشع لا رقيب عليه، بدرهمين إضافيين في كل لتر، كأننا نُعاقب فقط لأننا نعيش في هذا البلد.
ولا يقلّ ملف استيراد الأبقار والأغنام عبثًا، حيث بات استيراد اللحم مدعومًا في العلن، مضاعفًا في الأسعار في الواقع، في لعبةٍ لا تنطلي على أحد. الدعم يتبخر، والجيوب تُنهب، والنتيجة: عيد أضحى قد يتحول إلى عيد حزن لآلاف الأسر.
في المحصّلة، نحن لا نعيش أزمة موارد فقط، بل أزمة ضمير. أزمة من يضعون المخططات ويغرقونها بالدعاية، ثم يتبرّؤون منها عند أول مساءلة. والمضحك المبكي، أن الردّ الرسمي جاء ليقلل من حجم ما ضاع، وكأن المشكلة هي في الرقم، لا في المبدأ.
لا نحتاج لجانا شكلية، ولا وعودا جديدة نُغرق بها موسمًا فلاحيا آخر. نحتاج للمحاسبة، ولتجفيف منابع العبث باسم التنمية. لأن من يصر على رسم “مغرب أخضر” بأقلام فاسدة، لا ينتج سوى لوحة باهتة… وخضراء من شدة العفن.
22/04/2025