في مشهد قد يُدرّس لاحقًا في كتب النكت السياسية، فجّر النائب البرلماني عن الفريق الدستوري الديمقراطي الاجتماعي، فيصل الزرهوني، موجة ضحك في قاعة مجلس النواب، لا بسبب نكتة بارعة، بل بسبب واقع مرير لبسَ قناع السخرية.
الزرهوني، وفي قمة المرارة المبطّنة بالتهكم، ناشد وزير التجهيز والماء نزار بركة بالتفاتة “حنونة” نحو الطريق الرابطة بين “بدوزة” و”حد احرارة” بإقليم آسفي، والتي – بحسب وصفه – تعيش وضعية يُحسد عليها في مسلسلات الكوارث الطبيعية. الطريق، التي يُفترض أنها من إنجازات وزارة التجهيز، يبدو أنها أُنجزت بنية أن تُهمل، ثم تُنسى، ثم تُصبح فلكلورًا محليًا يُروى للسياح كجزء من “التجربة المغربية الأصيلة”.
لكن النكتة الكبرى لم تكن في وصف الطريق، بل في التلميح الشجاع – أو لنقل الفضح العلني – حين ختم الزرهوني حديثه بالقول: “نتمنى أن تتم برمجة إصلاح المقطع الطرقي هذا لأن الانتخابات قريبة”، وهنا كانت القشة التي قصمت ضهر الهيبة، وانفجر النواب ضحكًا… ضحك العارفين، المتواطئين، وربما الخائفين من نفس المصير في دوائرهم.
في المقابل، وبلغة الإنشاء المطمئن، استعرض الوزير بركة مشاريع الوزارة كما لو أنه يقرأ قائمة أحلام وردية قبل النوم: طريق سريع يربط تزنيت بالداخلة، وآخر بين فاس وتاونات، وشبكة خيالية تمتد بين الموانئ والمدن كأنها خيوط العنكبوت… أما “حد احرارة” فبقيت – ويا للمفارقة – خارج التغطية، كأنها مجرد هامش في دفتر نُسي فوق رف وزارة مكتظة بالوعود.
22/04/2025
