في تطور مثير للجدل داخل القطاع الصحي بإقليم الناظور، عبّرت مجموعة من الأطر الصحية ـ من أطباء وصيادلة وممرضين ـ عن استيائهم الشديد بعد إقصائهم من نتائج مباريات انتقاء مناصب المسؤولية الشاغرة بالمستشفى الحسني بالناظور، رغم توفرهم على الكفاءة المهنية، الأقدمية، والتجربة اللازمة لشغل هذه المناصب.
المرشحون المعنيون، الذين راكموا سنوات من الخبرة والعمل داخل المنظومة الصحية بالإقليم، فوجئوا بإقصائهم في مرحلة الانتقاء دون توضيح معايير الإقصاء المعتمدة من طرف اللجنة المشرفة، والتي ضمت المدير الجهوي المندوبة الإقليمية للصحة ومديرة المستشفى الحسني وبعض اطر المديرية الجهوية.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن الأسماء التي تم اختيارها لشغل هذه المناصب تحظى بدعم مباشر من جهات داخلية، مما يطرح تساؤلات حول مدى احترام مبدأ الكفاءة وتكافؤ الفرص، ويثير شكوكا حول وجود تدخلات ومحسوبية في عملية الانتقاء.
هذا الوضع خلف موجة من الاستياء وسط مهنيي القطاع الصحي بالإقليم، والذين يرون في ما حدث ضربة لمبدأ الاستحقاق وتكريساً لمنطق الولاءات والعلاقات الشخصية، في وقت تعرف فيه المنظومة الصحية بجهة الشرق وبالناظور خصاصاً كبيراً في الكفاءات وتحتاج لدماء جديدة قادرة على تحمل المسؤولية بفعالية ونزاهة. وخير دليل الاحذاث الاخيرة بتاوريرت وبوعرفة وغيرها من مدن الشرق. والتي تبين مدى ضعف تسيير وتنظيم القطاع على الصعيد الجهوي.
ويطالب المعنيون وزارة الصحة بفتح تحقيق شفاف حول المعايير المعتمدة في هذا الانتقاء، وإعادة النظر في نتائج المباريات بما يضمن الإنصاف والعدل، خصوصاً وأن الأمر يتعلق بمناصب تسيير داخل مؤسسة صحية عمومية تعني بشكل مباشر صحة وسلامة المواطنين.
وفي هذا السياق، يترقب الرأي العام المحلي ومعه الأطر الصحية موقف المديرية الجهوية للصحة بجهة الشرق، متسائلين ما إذا كانت ستتحرك لإنصاف الكفاءات المتضررة وفتح تحقيق جدي فيما وقع، أم أنها ستلتزم الصمت وتزكي واقع التهميش والمحسوبية داخل القطاع.
23/04/2025