في ظل واقع عمراني معقد ومليء بالتحديات، ترأس عامل إقليم الناظور، جمال الشعراني، صباح يوم الأربعاء 23 أبريل 2025، أشغال الدورة السادسة عشرة للمجلس الإداري للوكالة الحضرية للناظور – الدريوش – جرسيف، بحضور المفتش العام لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، والكاتب العام لعمالة الدريوش، وعامل إقليم جرسيف، ومينة عطيف نائبة رئيس مجلس الجهة الشرقية، إلى جانب رؤساء المصالح الخارجية وممثلي المجالس المنتخبة بالأقاليم الثلاثة.
الاجتماع، الذي احتضنته قاعة الاجتماعات بعمالة الناظور، لم يكن مجرد مناسبة بروتوكولية، بل شكل محطة مفصلية تم خلالها، وبنبرة صريحة، طرح الإشكاليات البنيوية التي يعاني منها قطاع التعمير والبناء والإسكان بالمنطقة، وما تفرزه من عراقيل تعيق المسار التنموي، في ظل تراكم اختلالات هيكلية وهيمنة لوبيات فساد عمراني استنزفت مقدرات الإقليم لسنوات طويلة.
وفي هذا السياق، نوه الحاضرون بالتحول النوعي الذي أحدثه العامل الشعراني في قسم التعمير بالعمالة والجماعات الترابية، بل وحتى داخل الوكالة الحضرية ذاتها، من خلال قيادته لحملة تطهير شاملة استهدفت بؤر الفساد واقتلعت شبكات الرشوة التي ظلت تتحكم في رخص البناء وتصاميم التهيئة. وهي خطوات جسّدت مثالاً يُحتذى في الجدية والشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة.
وشهدت الدورة عرض حصيلة عمل الوكالة الحضرية خلال سنة 2024، وبرنامج عملها لسنة 2025، وسط نقاشات حيوية تناولت الإكراهات الراهنة، واقترحت تصورات لإعادة الاعتبار للتهيئة المجالية، بما يستجيب لتطلعات ساكنة المنطقة ويكرس العدالة العمرانية والحق في السكن اللائق.
وقد عكس هذا اللقاء إرادة قوية في كسر جدار الصمت، وترسيخ الثقة بين الإدارة والمواطن، كما أكد على أهمية إرساء حكامة عمرانية محكمة تُعلي من منطق التخطيط والرؤية الشمولية على حساب العشوائية والارتجال.
وفي سياق متصل، يترقب الرأي العام المحلي تعيين مدير جديد للوكالة الحضرية للناظور – الدريوش – جرسيف، لتعويض الفراغ الإداري الذي خلفه الإعفاء الأخير. وتُرجّح مصادر مطلعة كفة السيد حليم الدويري، ابن مدينة العروي، لما يتمتع به من كفاءة وتجربة إدارية معتبرة، تحظى بتقدير واسع في أوساط المتابعين للشأن العمراني.
ومن المرتقب أن تُختتم أشغال الدورة زوال اليوم بحفل غذاء رسمي على شرف الحاضرين، يُنظم بمنتجع مارتشيكا.