في وقتٍ تصدح فيه أبواق النظام الجزائري بخطابات رنانة عن “العداء الأبدي” لإسرائيل، ووسط تسويق دائم لرفض التطبيع ، تسللت سفينة الشحن “كابتن كريستوس” من ميناء بجاية مباشرة نحو ميناء أشدود الإسرائيلي، في مشهد يفضح ما وراء الستار من ازدواجية مفضوحة.
فكيف لسفينة أن ترسو في ميناء جزائري رسمي، ثم تبحر بكل أريحية إلى إسرائيل، في خضم حملة عالمية ضد نقل الأسلحة والمواد الداعمة للعدوان على غزة ؟ وكيف تفسر الجزائر هذا “العبور الصامت”؟ أهو مجرد صدفة بحرية؟ أم غضّ طرف متعمّد؟
وبينما يفاخر الإعلام الرسمي الجزائري بعدم وجود علاقات مع “الكيان المحتل”، تكشف مواقع التتبع البحرية حقائق لا يمكن طمسها، وتفتح ملفات تجارية لطالما أنكرتها السلطات: صادرات جزائرية نحو إسرائيل تجاوزت 30 مليون دولار منذ 2017، تصدّرها الهيدروجين!
فبين مزاعم المقاومة وواقع السفن العابرة نحو المرافئ الصهيونية، تبحر الحقيقة كناقلة ضخمة لا يمكن إخفاؤها… وها هي الموانئ الجزائرية تنكشف، ليس فقط كمرافئ تجارية، بل كمرافئ للتناقض والخداع السياسي.
23/04/2025