في مشهد لا يليق لا بالديمقراطية ولا حتى بمسرح الهواة، عاشت جماعة السعيدية يوم 22 من الشهر الجاري فصلاً جديدًا من فصول العبث السياسي، عبر انتخابات جزئية بالدائرة 13، خرج منها حزب الاستقلال منتصرًا بـ110 صوتا ، متقدمًا على حزب الكتاب (58 صوتًا) وحزب العدالة والتنمية (38 صوتًا).
لكن لا تُخدعنّك الأرقام، فالنصر لم يكن وليد البرامج أو النقاش السياسي، بل نتاج خلطة عجيبة تجمع بين “الزرود”، و”الزرقة”، و”الزرافة”، في سباق انتخابي أقرب إلى موسم شعبي منه إلى اقتراع ديمقراطي.
حزب الميزان – كعادته – أحكم قبضته على المشهد، مُعيدًا إنتاج الأسلوب القديم حيث تختلط السياسة بالعرف، والمصلحة بالموائد العامرة، والأصوات تُشترى في واضحة النهار، على مرأى ومسمع من السلطة المحلية… التي اختارت أن تلعب دور المتفرج، وكأن ما يحدث لا يعنيها !
وهكذا… تحوّلت الانتخابات إلى مهزلة، والتصويت إلى صفقة، والديمقراطية إلى أضحوكة. أما المواطن؟ فصار مجرد رقم في لعبة تُحسم قبل أن تبدأ.
23/04/2025