kawalisrif@hotmail.com

طنجة … مركز لعلاج السرطان يتحول إلى بازار تجميلي ؟ حين تتحوّل المستشفيات إلى “مولات” موسمية !

طنجة … مركز لعلاج السرطان يتحول إلى بازار تجميلي ؟ حين تتحوّل المستشفيات إلى “مولات” موسمية !

في واقعة أقرب إلى مشاهد التخفيضات الموسمية منها إلى قطاع الصحة، وجّهت النائبة البرلمانية سلوى البردعي، عن حزب العدالة والتنمية، سؤالًا إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، طالبت فيه بفتح تحقيق عاجل بشأن ما وصفته بـ”التحويل غير المشروع” لمركز الأنكولوجيا بالمستشفى الجامعي بطنجة، من فضاء لعلاج مرضى السرطان إلى منصة لعرض مستحضرات التجميل وموضة الصيف القادم.

نعم، لم تعد مراكز علاج السرطان تكتفي بتقديم جلسات العلاج الكيماوي، بل باتت – على ما يبدو – توفر أيضًا جلسات “ماكياج دائم”. وربما نشهد في المرة القادمة دروسًا في تنسيق الأزياء بين أروقة الأشعة والتحاليل.

النائبة، مدفوعة بدهشة تشاركها معها أطقم طبية ونقابية، استندت في مراسلتها إلى بلاغ صادر عن المكتب المهني الموحد داخل المستشفى، والذي وصف ما جرى بأنه “سابقة خطيرة”. والحقيقة أن الأمر يثير تساؤلات جدية: هل نحن أمام مؤسسة صحية أم مركز تجاري متعدد التخصصات يُتيح لك تشخيص السرطان واقتناء قفطان أنيق في اليوم نفسه؟

البردعي اعتبرت أن هذا “التحوّل الغريب” يُشكل خرقًا فاضحًا للمعايير القانونية والأخلاقية، ويسيء – دون تجميل – لصورة القطاع الصحي، ويقوض ما تبقى من ثقة المواطنين في مؤسسات يُفترض أن تكون ملاذًا للعلاج لا منصات للعروض الترويجية.

وتساءلت في رسالتها عن الإجراءات التي تعتزم الوزارة اتخاذها لتفادي تكرار مثل هذه “الانزلاقات”، وضمان أن تبقى المؤسسات الصحية فضاءات مخصصة للعناية بالمرضى، لا ساحات مفتوحة للعرض والطلب.

فهل ننتظر مستقبلاً عروضًا من قبيل “اشترِ جلسة علاج، واحصل على أحمر شفاه مجاناً”؟ أم أننا أمام ولادة مفهوم جديد للرعاية الصحية… Health & Beauty Edition؟

في المقابل، وفي بيان توضيحي صدر يوم الإثنين 22 أبريل، نفت إدارة المستشفى الجامعي بطنجة “نفياً قاطعاً” ما تم تداوله، ووصفت ما راج بأنه “زوبعة في فنجان صالون تجميلي”، تمسّ بسمعة المؤسسة وبجهودها المستمرة في رعاية المرضى.

الإدارة، وفي لهجة تجمع بين الاستغراب والدفاع، أوضحت أن مستحضرات التجميل والملابس المعنية لم تكن معروضة للبيع، بل كانت موجهة إلى مرضى السرطان بشكل مجاني، ضمن مقاربة شمولية تراعي الجوانب النفسية والاجتماعية للعلاج.

بمعنى آخر، لا حديث عن افتتاح فرع لمعرض الموضة داخل قسم الأنكولوجيا، بل عن مبادرة – حسب الإدارة – تهدف إلى دعم المرضى ورفع معنوياتهم في ظل ما يرافق العلاج من تحديات، وتذكيرهم بأن الحياة لا تتوقف عند حدود المصل والأدوية، بل يمكن أن تُستأنف بأحمر شفاه وباقة أمل.

يبقى السؤال معلقًا: هل كان الأمر مجرد سوء فهم لمشروع إنساني؟ أم أن بعض التفاصيل كانت كفيلة بتحويل النوايا الطيبة إلى “إشاعة موسمية”؟ في كلتا الحالتين، يبدو أن المعركة اليوم لم تعد ضد السرطان فحسب، بل ضد الانطباعات أيضاً.

23/04/2025

Related Posts