kawalisrif@hotmail.com

الأجواء المغربية: ممر آمن للطيران الفرنسي وسط الأزمة الإقليمية

الأجواء المغربية: ممر آمن للطيران الفرنسي وسط الأزمة الإقليمية

في ظل تصاعد التوترات الدبلوماسية بين الجزائر ومالي، بات المجال الجوي المغربي الملاذ الآمن لشركات الطيران الفرنسية، مثل إير فرانس وكورساير، التي أعادت توجيه رحلاتها المتجهة إلى غرب إفريقيا عبر الأجواء المغربية. هذا التحول، الذي رصدته منصات تتبع الطيران مثل FlightRadar24، جاء عقب قرار الجزائر في أوائل أبريل 2025 إغلاق مجالها الجوي أمام الرحلات المتجهة إلى مالي، ورد باماكو بإجراء مماثل، مما جعل التحليق فوق البلدين مستحيلاً. هكذا، برزت الأجواء المغربية كممر مستقر وموثوق، يعكس استقرار المملكة السياسي وقوتها الجيوسياسية، لتصبح الخيار الأمثل لضمان استمرارية الرحلات.

هذا التغيير في المسارات لم يخلُ من تحديات، إذ أدى إلى تمديد زمن الرحلات بين باريس وعواصم غرب إفريقيا مثل أبيدجان ودكار بما يتراوح بين 30 و45 دقيقة، مما زاد من الأعباء التشغيلية وتسبب في اضطرابات بجداول الرحلات. وراء هذا التحول، تكمن أزمة إقليمية معقدة، تفجرت إثر اتهام مالي للجزائر بإسقاط طائرة مسيرة عسكرية في شمال البلاد، مما دفع مالي والنيجر وبوركينا فاسو إلى استدعاء سفرائهم من الجزائر. هذه التوترات أعادت تشكيل خارطة الملاحة الجوية، حيث تحول المجال الجوي إلى أداة دبلوماسية تعكس موازين القوى في المنطقة.

في هذا السياق، يبرز المغرب كلاعب استراتيجي يستثمر موقعه الجغرافي واستقراره السياسي لتعزيز دوره كجسر جوي يربط أوروبا بإفريقيا. بينما تستخدم الجزائر مجالها الجوي كورقة ضغط، يعزز المغرب مكانته كشريك موثوق، يوفر ممرًا آمنًا للطيران الدولي. هكذا، تتحول “الدبلوماسية الجوية” إلى مرآة للنفوذ الإقليمي، حيث لم يعد الأمن السياسي يحدد فقط ديناميات العلاقات الدولية، بل أصبح أيضًا المحرك الرئيسي لرسم مسارات الطائرات في سماء المنطقة.

24/04/2025

Related Posts