kawalisrif@hotmail.com

سبتة المحتلة: حجّ الإيمان والسلام: الجالية الكاثوليكية تودّع البابا فرنسيس باستذكار رحلتها إلى الرباط.

سبتة المحتلة: حجّ الإيمان والسلام: الجالية الكاثوليكية تودّع البابا فرنسيس باستذكار رحلتها إلى الرباط.

مع رحيل البابا فرنسيس، عادت الصحافة الإسبانية إلى واحدة من أكثر اللحظات إشراقًا في سجل التعايش بين الأديان: رحلة حج استثنائية جمعت نحو 500 من أبناء مدينة سبتة المحتلة صوب الرباط، في حدثٍ وُصف آنذاك بأنه تجسيدٌ حيٌّ للإيمان المشترك وبوابةٌ غير مسبوقة للحوار بين الثقافات.

في فجر يوم 30 مارس 2019، اصطفّت الحافلات على أبواب “تراخال”، محمّلةً بالمؤمنين القادمين من كنائس وأبرشيات المدينة: سان أنطونيو، إل فايي، سانتا تيريزا، ولوس ريميديوس وغيرهم… متجهين نحو العاصمة المغربية للمشاركة في أول زيارة رسمية للبابا فرنسيس إلى المغرب.

عند وصولهم إلى الرباط، استُقبل حجاج سبتة بأجواء احتفالية طغت عليها الألوان الرمزية للفاتيكان والمغرب، في مشهد عبّر عن وحدة القيم الروحية. وفي كنيسة سان فرانسيسكو الأسيزي، شاركوا في قداس ترأسه أسقف قادس وسبتة، رافائيل زورنوزا، في معبد احتفل آنذاك بـ 800 عام من الحضور الفرنسيسكاني بالمغرب، وتخللته لحظات تأمل وعرض أدبي وفني عابق بالرمزية المسيحية.

ذروة الرحلة كانت القدّاس الضخم الذي ترأسه البابا فرنسيس في ملعب مولاي عبد الله، حيث اجتمع الآلاف من أتباع الديانات المختلفة. كلمات الحبر الأعظم عن التسامح والأخوّة والسلام، لامست أعماق الحجاج السبتيين، الذين عادوا إلى مدينتهم محمّلين برسائل الأمل والتقارب بين الشعوب.

واليوم، ومع إعلان وفاة البابا فرنسيس، لم تُخفِ الجالية الكاثوليكية في سبتة تأثرها العميق، مستحضرةً بتأمّل تلك اللحظة التاريخية التي غيّرت نظرة الكثيرين للإيمان والانتماء. وأعلنت أبرشية قادس وسبتة تنظيم قدّاس جنائزي احتفالي تخليدًا لذكراه، يوم الثلاثاء 6 ماي بمزار سيدة إفريقيا، في حضور الأسقف زورنوزا، ودعوة مفتوحة لسكان المدينة للمشاركة في وداع رجلٍ ترك أثرًا خالدًا في النفوس.

24/04/2025

Related Posts