تشهد نقطة التفريغ بالسعيدية ركوداً ملحوظاً في نشاط الصيد البحري، نتيجة توقف عدد كبير من قوارب الصيد التقليدي عن الإبحار بسبب ندرة المنتوجات البحرية، وعلى رأسها البربوق الصغير، إلى جانب شحّ باقي الأصناف البحرية، رغم استقرار الظروف المناخية.
وأفادت مصادر مهنية من داخل أسطول الصيد التقليدي، أن قلة من القوارب ما زالت تواصل الإبحار بحثاً عن الصدفيات البحرية لتعويض النقص، غير أن هذه الجهود غالباً ما تصطدم بندرة المصطادات، خصوصاً من فصيلة البربوق الصغير، في ظل غياب شبه تام لباقي الأنواع.
وتُظهر المعطيات أن ما يتم صيده لا يتجاوز في أقصى الحالات 20 كيلوغراماً من الصدفيات، تُباع بأثمان لا تتعدى 30 درهماً للكيلوغرام الواحد، وهو ما لا يغطي في كثير من الأحيان تكاليف الرحلات البحرية، بسبب الارتفاع المستمر في تكاليف الإنتاج.
هذا الوضع دفع بالمهنيين إلى المطالبة بتدخل عاجل من الجهات المعنية عبر تقديم حلول جذرية واستراتيجيات بديلة، للحفاظ على استمرارية هذا النشاط البحري التقليدي الذي يُعد مصدر عيش لعدد كبير من الأسر والعائلات.
وفي ظل هذا التراجع، اضطر عدد من الصيادين إلى تنويع أنشطتهم، سواء بالبحث عن أنواع بحرية بديلة أو التوجه لصيد “الببوشة”، بالاعتماد على المحارات الصغيرة. لكن حتى هذه الأخيرة لم تعد متوفرة بالكميات المعتادة كما في السنوات السابقة، مما يزيد من تعقيد الوضع ويعمّق من قلق المهنيين بشأن مستقبل القطاع.
25/04/2025