من جديد، تطفو على السطح مظاهر الفساد الصارخ في جماعات إقليم الحسيمة، وهذه المرة من قلب جماعة سنادة التي تحولت فيها سيارات الدولة إلى وسائل نقل خاصة لنزهات ومشاوير لا علاقة لها بالمصلحة العامة ولا بالجماعة الترابية .
ففي تقرير نشرته جريدة “كواليس الريف” يوم الأربعاء 23 أبريل 2025، تم كشف حجم العبث بسيارات الدولة بجماعة النكور التي يخصصها الرئيس، بلا حياء، لأغراض شخصية وعائلية ضيقة. وبينما يعاني المواطن من تدني الخدمات وانعدام البنية التحتية، تجد سيارات جماعة سنادة تجوب الطرق يوميًا في اتجاه الحسيمة… لا من أجل التنمية، بل بحثًا عن جلسات قهوة ومتنفس للملل والنزول عند.الخانات !
والأنكى من ذلك، أن رئيس سنادة ، كما تؤكد مصادر محلية، يستخدم رباعية الدفع التابعة للجماعة وكأنها ملك شخصي، غير مبالٍ لا بمذكرات وزارة الداخلية، ولا بتوجيهات الحكومة منذ 2014، التي تحذر بوضوح من استخدام سيارات المصلحة لأغراض لا علاقة لها بالعمل.
الطريق إلى مركز الجماعة – وهو شريان حيوي – متهالك مليء بالحفر، في حين تُهدر أموال الجماعة على محروقات رحلات فارغة من المعنى، تُقيد فواتيرها تحت “سيارات الإسعاف” لتمويه الحقيقة!
والأخطر؟ صمت السلطة المحلية، وتواطؤ بعض عناصرها، ولامبالاة عمالة الإقليم التي يبدو أنها “خارج التغطية”، في مشهد يثير الكثير من علامات الاستفهام.
أما الساكنة، فرهينة واقعها المر: خدمات منعدمة، طرق مدمرة، وسيارات الدولة في خدمة الترفيه، بينما تنشغل فئة واسعة بزراعة القنب الهندي تحت ضغط الحاجة… وغياب العدالة.
فهل من رادع؟ أم أن الفساد في جماعة سنادة هو مجرد نموذج واحد من شبكة أعقد وأخطر تطال جماعات إقليم الحسيمة بأكملها؟
مراسلة ،: الهاري أحمد
.