في مشهد أشبه بأفلام الجريمة الصادمة، كشفت الشرطة الإسبانية عن جريمة مروّعة هزّت مدينة قرطبة وأثارت الغضب في الشارع الإسباني: بيع رضيعة حديثة الولادة مقابل 2000 يورو فقط! نعم، هذا ما حدث بالفعل، عندما تورطت أم بيولوجية في تسليم ابنتها لعائلة تعاني من مشاكل في الخصوبة، في صفقة مشبوهة انتهت بكشف شبكة كاملة وتوقيف خمسة متورطين.
في مارس الماضي، ظهرت امرأة تبلغ من العمر 37 عامًا لتدعي أن ابنتها اختُطفت من قبل عائلة قرطبية طالبتها بـ3000 يورو مقابل استعادتها. ولكن ما خفي كان أعظم! التحقيقات كشفت أن الأم نفسها كانت على اتفاق مسبق مع العائلة، حيث تم نقلها من مدريد إلى قرطبة قبل الولادة، بدافع الخوف من سحب الطفلة منها من قبل الخدمات الاجتماعية.
المفاجأة الكبرى كانت حين اكتشفت السلطات أن الأم سجّلت الطفلة رسميًا في السجل المدني على أنها ابنة الزوجين “المشترين”، وتم سحب 2000 يورو نقدًا من ماكينة الصراف الآلي وتسليمها لها، في حين طُلب منها لاحقًا دفع 1000 يورو إضافية كـ”مصاريف إقامة”! عائلة قرطبة لم تكتف بالشراء، بل هددت الأم بحرمانها من رؤية ابنتها نهائيًا إن لم تدفع!
تبين أن الأم سبق وأن سُحبت منها حضانة 6 أطفال في عام 2022 بسبب الإهمال! الشرطة سارعت لاعتقالها في موستوليس (مدريد)، كما تم توقيف 4 أفراد من العائلة المشترية في قرطبة، ليواجه الجميع تهمًا ثقيلة بينها: التبني غير الشرعي، التزوير، الاحتجاز غير القانوني، والبلاغ الكاذب.
الرضيعة وُضعت تحت رعاية مركز حماية الأحداث بقرطبة، لكن ما خلفته هذه الجريمة من صدمة في المجتمع سيستغرق وقتًا طويلًا لتجاوزه. الحادثة تثير أسئلة ملحة حول الرقابة الاجتماعية، وثغرات قانونية تستغلها مثل هذه الشبكات، وتؤكد من جديد على ضرورة حماية الأطفال من الاستغلال والتجارة المحرّمة.
المجتمع يصرخ: “أوقفوا بيع الأبرياء!” ومع كل التفاصيل التي تكشفت، يبقى السؤال الأهم: كم من القصص المشابهة لا تزال مختبئة في الظل؟
25/04/2025