من ميضار، خرج الطاوس، لا كرئيس جماعة عادي، بل كـ”رجل المرحلة” بكل ما تعنيه الكلمة من دهاء، كاريزما، وخبرة ميدانية وسياسية تُرعب الخصوم قبل الحلفاء. إنه السياسي الذي لا يُشترى ولا يُروّض، والذي جعل من كرسي المسؤولية منبرًا للصعود لا وسادة للراحة.
لكن، ما لا يُقال علنًا، هو ما يُخطط له في كواليس السياسة القذرة : خناجر تُشحذ في الظلام، ووعود تُباع في سوق النخاسة السياسية، هدفها الوحيد: تحجيم الطاوس، تطويعه، جعله دمية في يد من لا يجرؤون حتى على مواجهته وجهًا لوجه.
الفتاحي، نائب حزب الاستقلال في البرلمان ، يتصدر المشهد كمُروج للوهم، سياسي هاوٍ يحاول أن يصنع من نفسه زعيمًا على حساب سمعة ومكانة الطاوس، ناسجًا خيوط مؤامرة تُدار بذكاء خلف مطاعم النخبة. أما البرلماني محمد مكنيف، “ملياردير وردانة”، فلا يزال يحرّك أوراقه كالبارون الذي يظن أن المال يشتري الولاء… ومعه محمد أوراغ، “صديق” الطاوس ، وغارس الأشواك في طريقه اليوم، يُقدّم طقوس العودة إلى “التراكتور” بوُعود مُعسّلة وكاذبة للطاوس لا تُخفي السمّ في داخلها.
لكن ما يجهله هؤلاء أن عبد السلام الطاوس لا يحتاج حزبًا ليرتفع، بل الأحزاب هي من تحتاجه لتبقى في الواجهة. شرعيته ليست مفروضة، بل منحها له الشارع، وصوته لا يُستعار، بل يُسمع .
في زمن تُباع فيه المبادئ وتُشترى الذمم، يبقى الطاوس واحدًا من القلائل الذين لا يُغيرون مواقفهم مع فصول السياسة المتقلبة ، فقط يحتاح إلى حزب يقدر قيمته .
25/04/2025