kawalisrif@hotmail.com

قريب من القصر الملكي المغربي … الأمير “النائم” يُكمل عامه الـ36 وسط تضامن واسع وقصة تُلامس القلوب

قريب من القصر الملكي المغربي … الأمير “النائم” يُكمل عامه الـ36 وسط تضامن واسع وقصة تُلامس القلوب

في مشهدٍ يعكس مزيجًا من الحزن والأمل، عاد اسم الأمير الوليد بن خالد بن طلال – المعروف إعلاميًا بـ”الأمير النائم” – إلى صدارة اهتمام السعوديين وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي، تزامنًا مع دخوله عامه السادس والثلاثين، بعد 21 عامًا قضاها في غيبوبة طويلة وصادمة.

الأمير الشاب، الذي دخل في غيبوبة عام 2005 إثر حادث سير مأساوي في ريعان شبابه، لا يزال يرقد على سريره في صمتٍ ثقيل، بين أجهزة العناية الطبية، وسط رجاء لا يفارق أسرته ومحبيه. لم يُعرف له صوت منذ أكثر من عقدين، لكن اسمه ظل حاضرًا، حيًّا في ذاكرة السعوديين، يُتداول كلما تجدد الأمل.

عمته، الأميرة ريما بنت طلال، أضفت بعدًا إنسانيًا على هذه المناسبة بنشر صور نادرة له من أيام الطفولة، قبل الحادث الذي غيّر مجرى حياته وحياة أسرته. الصور حرّكت المشاعر، واستدرّت دموعًا مكتومة، ورسائل دعم انهمرت عبر المنصات الرقمية من كل حدبٍ وصوب.

الأمير خالد بن طلال، والد الأمير الوليد، عبّر في أكثر من مناسبة عن تمسكه بالأمل، رافضًا سحب أجهزة الإنعاش أو الاستسلام للواقع، مؤكدًا: “لو أراد الله وفاته في الحادث، لكان الآن تحت التراب، لكنه لا يزال حيًا، وهذا بحد ذاته معجزة.” هذه الكلمات التي كثيرًا ما يرددها لم تكن مجرد مشاعر أب، بل صارت رمزًا لصبر لا يُضاهى وإيمان لا يتزعزع.

وفي عام 2017، استُقدِم فريق طبي دولي لتقييم حالته الصحية، ضمّ ثلاثة أطباء من الولايات المتحدة وطبيبًا من إسبانيا، أملًا في إجراء تدخل دقيق لإيقاف النزيف الدماغي، إلا أن حالته بقيت على ما هي عليه، وسط مراقبة مستمرة وتفاؤل لا ينكسر.

وبعيدًا عن التفاصيل الطبية، هناك جانب آخر قد لا يعرفه كثيرون، وهو الروابط العائلية التي تجمع “الأمير النائم” بالعائلة الملكية المغربية. فالأمير الوليد بن خالد هو نجل الأمير خالد بن طلال، وشقيقه الأمير الوليد بن طلال المعروف عالميًا بأعماله الاستثمارية والخيرية. وتعود أصول جدتهما من جهة الأم، منى الصلح، إلى عائلة لبنانية عريقة، فهي ابنة رياض الصلح، أول رئيس وزراء للبنان بعد الاستقلال.

أما من جهة الروابط الملكية، فتربط “الأمير النائم” علاقة قرابة مباشرة بالأمير مولاي هشام، ابن عم الملك محمد السادس، إذ تُعد والدة الأمير مولاي هشام، لمياء الصلح، شقيقة منى الصلح، ما يجعل الأمير الوليد بن خالد بن طلال ابن خالة الأمير مولاي هشام. هذه الصلة العائلية تُجسد التداخل التاريخي والإنساني بين الأسر الملكية في العالم العربي، وتُبرز عمق روابط المصاهرة بين السعودية والمغرب ولبنان.

حكاية الأمير “النائم” ليست مجرد خبر طبي، بل قصة إنسانية تُلامس القلوب، وتُجسد كيف يمكن للحياة أن تستمر رغم غياب الوعي، وكيف يمكن للأمل أن يصبح نمط حياة. وفي كل ذكرى، يتجدد الدعاء، وتتسع دوائر التعاطف، في انتظار يوم قد يُفتح فيه جفن الأمير الوليد… وتُروى له القصة من جديد.

25/04/2025

Related Posts