kawalisrif@hotmail.com

مدريد تُراهن على المعابر الجمركية لفتح صفحة جديدة في علاقاتها مع الرباط

مدريد تُراهن على المعابر الجمركية لفتح صفحة جديدة في علاقاتها مع الرباط

يستعد وزير الشؤون الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، للمثول أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الإسباني يوم الإثنين المقبل، في جلسة محورية لمناقشة تطورات ملف فتح المعابر الجمركية التجارية في سبتة ومليلية المحتلتين. وتأتي هذه الجلسة، بطلب من الوزير ذاته، بعد مرور أزيد من ثلاثة أشهر على انطلاق أول عملية تصدير رسمية عبر المعابر الحدودية، في خطوة وُصفت آنذاك بـ”الحدث التاريخي” الذي أعاد الحياة إلى معابر ظلت مجمدة منذ سنوات، أبرزها معبر مليلية الذي كان مغلقاً منذ غشت 2018.

الجلسة المنتظرة تأتي ضمن أجندة دبلوماسية ترتكز على ترسيخ الشراكة بين مدريد والرباط، وتعزيز سياسة الجوار في شمال إفريقيا، في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية زخماً سياسياً واقتصادياً ملحوظاً. فقد شدد ألباريس، في لقائه الأخير مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، على أن العلاقة بين المملكتين تجاوزت منطق الجوار التقليدي، لتتحول إلى “تحالف إستراتيجي” طويل الأمد، تدعمه إرادة سياسية واضحة من طرف قائدي البلدين، ويمتد تأثيره إلى ملفات شائكة مثل الهجرة والتعاون الأمني والاقتصادي، علاوة على تطوير البنيات الجمركية المشتركة.

من جهتها، كشفت سابينا موه، ممثلة الحكومة الإسبانية بمدينة مليلية، أن الجمرك المحلي يشهد حالياً مرحلة متقدمة من “التطبيع”، حيث بات الفاعلون الاقتصاديون يعتمدون بشكل مباشر على المعبر في معاملاتهم اليومية، دون الحاجة إلى وساطة إدارية، باستثناء الحالات الاستثنائية. وأشارت إلى أن الطموحات لا تقف عند إعادة تفعيل ما كان قائماً، بل تتجه نحو توسيع النشاط الجمركي ليشمل أصنافاً جديدة من السلع، في مقدمتها المنتجات الطازجة والأسماك، مما يعكس رغبة مدريد في ترسيخ واقع تجاري متكامل ومستدام مع المغرب، يتجاوز الطابع الرمزي إلى شراكة ميدانية ملموسة.

25/04/2025

Related Posts