شهد الدولار الأمريكي تراجعًا ملحوظًا في الأشهر الأخيرة، خلافًا لتوقعات الأسواق بعد فوز دونالد ترامب في انتخابات 2024. تفاؤل المستثمرين بنمو الاقتصاد الأمريكي ورفع أسعار الفائدة تلاشى مع تصاعد المخاوف بشأن سياسات ترامب التجارية، خاصة بعد التوسع غير المتوقع في فرض التعريفات الجمركية، مما أثار قلقًا بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي وزاد الضغوط على العملة الأمريكية.
هذا التراجع له تأثيرات عالمية واسعة، حيث إن الدولار يُعد العملة الاحتياطية الأولى في العالم وتُسدد به نصف الفواتير التجارية الدولية. ضعف الدولار يجعل المنتجات الأمريكية أرخص، لكنه في المقابل يرفع كلفة الواردات ويؤثر على أسعار السلع الأساسية مثل النفط والغاز. كما يزيد من تقلبات الأسواق المالية ويغذي مخاوف من تحول محتمل في موازين القوى الاقتصادية العالمية، خاصة مع توسع تكتلات مثل “بريكس”.
رغم هذه التحديات، لا يبدو أن الدولار سيفقد مكانته المهيمنة قريبًا، ولكن الأسواق تبقى حذرة. استمرار تدخل الرئيس الأمريكي في شؤون الاحتياطي الفيدرالي قد يزعزع الثقة بمصداقية السياسة النقدية الأمريكية، وهو ما يجعل مراقبة تطورات السياسة الاقتصادية في واشنطن أمرًا حاسمًا خلال الفترة المقبلة.
26/04/2025
