kawalisrif@hotmail.com

وثائق ما بعد سقوط الأسد تكشف وجود مقاتلين من البوليساريو في سجون سوريا

وثائق ما بعد سقوط الأسد تكشف وجود مقاتلين من البوليساريو في سجون سوريا

كشفت مجلة جون أفريك الفرنسية عن معطيات جديدة مثيرة، ظهرت إلى العلن عقب سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في أواخر عام 2024، وتفيد بأن عدداً من المعتقلين في السجون السورية هم مقاتلون سابقون في جبهة البوليساريو، تم إرسالهم لدعم نظام دمشق، في إطار تعاون سري تديره إيران.

ورغم نفي جبهة البوليساريو لهذه الاتهامات واعتبارها “مهينة”، ترى المجلة أن ما كشفته الوثائق يشكل ضربة لصورة الحركة ويدعم الاتهامات المغربية القديمة بارتباط الجبهة بمحاور إقليمية مناوئة.

وذكّرت المجلة بما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية هذا الشهر، عن شبكة إيرانية لتدريب وإرسال مقاتلين صحراويين إلى سوريا. وأفادت الصحيفة أن المئات من هؤلاء لا يزالون قيد الاعتقال لدى السلطات الأمنية الجديدة في دمشق، وأنهم كانوا جزءاً من هيكل عسكري أقامته طهران لدعم الأسد، شبيهاً بنموذج حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية العراقية.

وأكدت الصحيفة، نقلاً عن مصدرين أوروبيين، أن المقاتلين تلقوا تدريبات في معسكرات تديرها إيران، وشاركوا في مهام عسكرية على الأراضي السورية.

وبحسب التحقيق، بدأت السلطات السورية الجديدة بعد سقوط الأسد في تفكيك البنية التحتية الإيرانية داخل البلاد، والتي شملت شبكة تهريب أسلحة ومعسكرات تدريب، كان المقاتلون الصحراويون جزءاً منها.

تشير جون أفريك إلى وثيقة “سريّة للغاية” مؤرخة عام 2012، حصلت عليها من أرشيف الاستخبارات السورية، وتُفصّل اتفاقاً ثلاثياً بين دمشق، والجزائر، والجمهورية الصحراوية المعلنة من طرف واحد، يقضي بتدريب 120 مقاتلاً صحراوياً في سوريا. وتذكر الوثيقة لقاءات تنسيقية تمت في تندوف، شارك فيها قادة من البوليساريو ومسؤولون جزائريون وسوريون، إلى جانب زيارات لقيادات صحراوية إلى بيروت أواخر 2011 للقاء قياديين في حزب الله.

وتضيف المجلة أن المقاتلين لم يكونوا حاضرين بشكل رمزي، بل شاركوا فعلياً في عمليات عسكرية إلى جانب القوات النظامية السورية.

وتستعيد المجلة تصريح وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة عام 2018، حين أعلن قطع العلاقات مع إيران، متهماً طهران بتسليح البوليساريو عبر حزب الله، وتدريب عناصرها. وقال حينها إن الأمر يتعلق بـ”محور خطير” يهدد استقرار المغرب.

وترى الرباط، وفق المجلة، أن الوثائق السورية المسربة تشكل دليلاً رسمياً يؤكد صحة هذه التحذيرات، وتثبت أن الدعم تجاوز الشعارات السياسية ليصل إلى التنسيق العسكري المباشر.

ورغم إنكار البوليساريو، تتزايد الضغوط الدولية لإعادة تقييم موقف المجتمع الدولي منها. فقد دعا النائب الجمهوري الأميركي جو ويلسون إلى تصنيفها “منظمة إرهابية”، بينما وصفها وزير الدفاع البريطاني السابق ليام فوكس بأنها “ذراع لإيران في شمال إفريقيا”.

وتختم جون أفريك بأن هذه التطورات تمثل مأزقاً حقيقياً للجزائر، الداعم التاريخي للبوليساريو، وقد تكون لها تبعات تتجاوز حدود النزاع في الصحراء الغربية، لتمس توازنات إقليمية أوسع.

26/04/2025

Related Posts